نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 156
ثم
لا يبين الرسول الأمين (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ما يليق بالله وما لا
يليق من كلامه وكلام ربه سبحانه) [1]
إلى آخر كلامه، وقد ذكرناه بطوله لنرى تلك الازدواجية في التعامل مع
النصوص، حيث يتيحون لأنفسهم أن يؤولوا ما شاءوا، وأن يردوا من الحديث ما شاءوا،
لكن إن انبرى علم من أعلام الإسلام لتنزيه الله تعالى عما لا يقبله العقل ولا
يرتضيه النقل، تثور ثائرتهم.
والذي يدل على خلاف ما ذكره من أن المقصود بالقدم ليس الجارحة نسوق ما
قاله من يطلقون عليه إمام الأئمة ابن خزيمة في كتابه التوحيد، فقد وضع فصلا خاصا
بالقدم، ملأه بالأحاديث الغريبة المجسمة، وقال في مقدمته: (باب ذكر إثبات الرجل
لله عز وجل وإن رغمت أنوف المعطلة الجهمية، الذين يكفرون بصفات خالقنا عز وجل التي
أثبتها لنفسه في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه المصطفى (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال الله عز وجل يذكر ما يدعو بعض الكفار من دون الله: ﴿أَلَهُمْ
أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ
أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا
شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ﴾ [الأعراف: 195]، فأعلمنا
ربنا جل وعلا أن من لا رجل له، ولا يد، ولا عين، ولا سمع فهو كالأنعام بل هو أضل، فالمعطلة
الجهمية: الذين هم شر من اليهود والنصارى والمجوس: كالأنعام بل أضل؛ فالمعطلة
الجهمية عندهم كالأنعام بل هم أضل)[2]
ونحن ندعو كل عاقل ليعيد قراءة ما ذكره ابن خزيمة الذي يعتبره ابن تيمية
وكل السلفية (إمام الأئمة)، وهل يفيد شيئا غير كون القدم والرجل هي نفسها الجارحة؟
الساق:
وهي من الصفات أو الجوارح التي يحرص عليها السلفية من أولهم إلى آخرهم،
بل
[1] الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه
(ص: 320).