نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 13
جسم ولا صورة ولا تحديد وكل شيء سواه مخلوق، إنما
تكون الأشياء بإرادته ومشيئته من غير كلام ولا تردد في نفس ولا نطق بلسان)[1]
وهكذا قال الإمام الرضا: (إنه ليس منا من زعم أن
الله عزوجل جسم، ونحن منه برآء في الدنيا والآخرة، يا ابن أبي دلف إن الجسم محدث،
والله محدثه ومجسمه)[2]
وهكذا وردت الروايات الكثيرة عن الإمام علي في المصادر السنية والشيعية
تبين حقيقة المعرفة الإلهية، وأنها معرفة تنزيهية تعظيمية، لا حسية تجسيمية، ومنها
قوله المشهور: (كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان)[3]
لكن الأمة للأسف، وأهل الحديث منهم خصوصا، ولأسباب كثيرة أعرضت عن هؤلاء،
وعن تلك التحذيرات الخطيرة التي لم تكن تختلف عن تلك التحذيرات التي كان يصيح بها
هارون عليه السلام في بني إسرائيل.
وكان أول الانحراف هو قبولها للتفسير اليهودي للقرآن الكريم..
وكان أول سامري تقربه الأمة، وتثق فيه، وتسلمه كتابها ليفسره لها ـ بعد
إعراضها عن هارونها[4] ـ هو كعب الأحبار.. ومن هنا بدأت صناعة الوثن المقدس، والذي لا يختلف
كثيرا عن الوثن الإسرائيلي.
فقد كان لكعب الأحبار .. ولتلاميذه البارزين من الصحابة والتابعين ..
تأثيره العظيم في تأسيس صرح الوثنية في هذه الأمة.
ومن الأمثلة على ذلك هذه الرواية التي تطفح بالتجسيم، والتي يقول فيها
كعب الأحبار
[1] الكافي 1/ 106 وهو في التوحيد للشيخ الصدوق ص
99 والاحتجاج للشيخ الطبرسي 2/155
[2] التوحيد للصدوق 104 وانظر نور البراهين لنعمة
الله الجزائري 265 وبحار الأنوار للمجلسي 84/197
[3]
الفرق
بين الفرق لأبي منصور البغدادي [ ص / 333 ].
[4]
أشير
به إلى قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
لعلي في الحديث الصحيح: (ألا ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه
لا نبي بعدي) [صحيح البخاري 5 / 24، صحيح مسلم 4 / 1870]
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 13