نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 113
خمسمائة عام، وزعموا أن خطوة ملك الموت ما بين المشرق والمغرب)[1]
وقد سبق أن أشرنا إلى عظم خلق هؤلاء الملائكة، وإلى أنواعهم وأشكالهم
أيضا ـ كما توردها المصادر السلفية ـ وغرضنا هنا هو أن نبين أن هؤلاء الملائكة مع
قوتهم العظيمة لا يطيقون هذا الحمل العظيم الذي ذكره أحد أعلامهم المتقدمين، وهو خالد بن معدان بكل جرأة، فقال: (إنَّ الرحمن جل وعز
سبحانه ليثقل على حملة العرش من أول النهار إذا قام المشركون، حتى إذا قام
المُسَبِّحُونَ خُفِّفَ عن حملة العرش)[2]
وهذه الرواية قد تفيد الباحثين في معرفة الخصائص العجيبة التي يتصف بها
العرش الذي يؤمن به السلفية، وهو أنه يخف ويثقل بحسب التسبيح.. فيخف عند التسبيح،
ويثقل عند عدمه.. ولعل هذا أيضا ما يجعل السلفي يمن على حملة العرش عند قيامه
بالتسبيح لما يؤدي ذلك من تخفيف الحمل عليهم.
وقد رويت روايات كثيرة تذكر أطيط العرش[3]، وتربطه بثقل الله عليه.. ومنها ما رووه عن عمر أنه قال: (إذا جلس عز وجل على الكرسي
سُمِعَ له أطيط كأطيط الرحل الجديد)، وقد ذكر في الرواية (فاقشعر رجل سَمَّاهُ أبي
عند وكيعٍ فغضب وكيعٌ وقال: أدركنا الأعمش وسفيان يُحَدِّثُونَ بهذه الأحاديث
لاينكرونها)[4]
وقد علق البغوي على هذه الرواية بقوله: (هذا حديث أورده أبو داود سليمان
بن الأشعث في الرد على الجهمية والمعتزلة. قال أبو سليمان الخطابي: وقوله: (إنه ليئط
به)
[2] رواه عبدالله بن الإمام أحمد في
السنة(رقم1026)، والدينوري في المجالسة(رقم23، 2812) انظر: اجتماع الجيوش
الإسلامية(ص/252).
[3] الأطيط: نقيض صوت المحامل والرحال إذا ثقل عليها الركبان، وأط
الرحل والنسع يئط أطا وأطيطا: صوت، وكذلك كل شيء أشبه صوت الرحل الجديد. لسان
العرب: (1/ 92)
[4] رواه عبدالله في السنة(رقم587)، والخطيب في
تاريخ بغداد(8/52)، وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة(2/67).
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 113