نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 55
رجلا مني امتحن الله قلبه للإيمان، يضرب أعناقكم على الدين. قيل يا رسول
الله أبو بكر؟ قال: لا. قيل: عمر. قال: لا. ولكن خاصف النعل في الحجرة)[1]
لكن السنة المذهبية ـ للأسف ـ أعرضت عنهم، بل قدمت عليهم الطلقاء
واليهود، حتى أن مرويات كعب الأحبار في تفسير القرآن الكريم وفي كتب العقيدة أكبر
بكثير من المرويات التي رووها عن أهل البيت عليهم السلام.
بل إننا نجد أهل هذه السنة يعظمون السنة التي حصل فيها المأساة الكبرى
حين حصل الصلح بين الحسن بن علي مع معاوية، ويسمون تلك السنة سنة الجماعة..
ويعتبرون معاوية بموجبها خليفة للمسلمين مع تلك النصوص الكثيرة التي تعتبر الحسن
بن علي سيد شباب أهل الجنة .. وأن له مكانة عظيمة في الدين..
ولكن مع ذلك يعتبرون ذلك الموقف إقرارا منه بحقانية معاوية، وهم ينسون
أن يقرؤوا قوله تعالى في وصف وضع قريب من الوضع الذي كان فيه الحسن بن علي: ﴿قَالَ
يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ
أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا
بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ﴾ [طه: 92 - 94]
فهذه الآيات توضح سنة من سنن الغواية التي يتلاعب بها الشيطان بأتباع
الأنبياء حين يسول لهم أن يأخذوا دينهم من السامري، ويتركوا النبي وآل بيت النبي.
ومثلما حصل للحسن بن علي حصل لأخيه الحسين بن علي الذي ورد في الأحاديث
الكثيرة بيان فضله ومرتبته من الدين، وأنه نفس رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ومع ذلك نجد أصحاب السنة المذهبية حين يذكرون تلك التضحية
العظيمة التي قام بها الحسين للحفاظ على الدين في وجه من يريد تحريفه، يحتقرون ما
فعله، بل يعتبرونه من الأخطاء الكبرى التي لا منفعة فيها..