responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 123

 

ولا يمكننا هنا نقل التصريحات التي صرح بها أصحاب السنة المذهبية بتبديع كل من تكلم في تلك الأحاديث [1] .. ولذلك نكتفي بذكر بعض أقوال العلماء الذين بُدّعوا وحُذر منهم بسبب مواقفهم من أمثال تلك النصوص.

وأولهم المفسر الكبير الفخر الرازي الذي قال في تفسيره [مفاتيح الغيب] عند تفسير المعوذات في ذكر سبب نزولها وحديث سحر النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (قال القاضي هذه رواية باطلة ،وكيف يمكن القول بصحتها، والله تعالى يقول :﴿ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [ المائدة: 67 ] وقال: ﴿ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾ [ طه: 69 ] ولأن تجويزه يفضي إلى القدح في النبوة ؛ ولأنه لو صح ذلك لكان من الواجب أن يصلوا إلى ضرر جميع الأنبياء والصالحين، ولقدروا على تحصيل الملك العظيم لأنفسهم، وكلُّ ذلك باطلٌ، ولكان الكفار يعيرونه بأنه مسحور. فلو وقعت هذه الواقعة لكان الكفار صادقين في تلك الدعوة، ولحصل فيه - عليه السلام - ذلك العيب، ومعلوم أن ذلك غير جائز)[2]

ومنهم الفقيه والمفسر الحنفي الكبير أبو بكر الجصاص الذي قال في كتابه [أحكام القرآن]: ( زعموا أن النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) سُحر، وأن السحر عمل فيه حتى أنه يتخيل أنه يفعل الشيء ولم يفعله .. وقد قال الله تعالى مكذباً للكفار فيما أدعوه من ذلك للنبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): ﴿وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا﴾ [الفرقان: 8] .. ومثل هذه الأخبار من وضع الملحدين تلعباً بالحشوا الطغام واستجرار لهم إلى القول بإبطال معجزات الأنبياء عليهم


[1] من ذلك قول النووى بعد إيراده لحديث السحر: (وقد أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث بسبب أنه يحط من مقام النبوة وشرفها ويشكك فيها، وأن تجويزه يمنع الثقة بالشرع) المنهاج شرح مسلم 7/430، وانظر: تأويل مختلف الحديث ص 164.

[2] تفسير الرازي مفاتيح الغيب ج32ص172.

نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست