responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 122

مع ذلك نستغرب من هؤلاء القوم الذين يزعمون لأنفسهم السنة.. واحتكارها.. ومع ذلك يتركون مثل ذلك الحديث الذي لا يستفيدون منه سوى شيئا واحدا، وهو أن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) مر في فترة من فترات حياته النبوية بهذه التجربة المريرة، ولم يخرج منها إلا بعد فترة طويلة.

والأمر الثاني الذي نستغرب ترك أهل السنة المذهبية لتطبيقه مع أن الحديث يدل عليه دلالة صريحة هو عدم تخريبهم للأماكن التي يوجد فيها السحر.. ولذلك يكتفون بإزالة ما يعتبرونه سحرا، أو يحرقونه، أو يتلفونه، دون إتلاف المحل الذي وضع فيه، كما قال الشيخ ابن باز: (ينظر فيما فعله الساحر، إذا عرف أنه مثلا جعل شيئا من الشَّعر في مكان، أو جعله في أمشاط، أو في غير ذلك، إذا عرف أنه وضعه في المكان الفلاني أزيل هذا الشيء وأحرق وأتلف فيبطل مفعوله ويزول ما أراده الساحر )[1]

مع أنه قد ورد في الحديث الوارد في الصحيحين أن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أمر بدفن البئر نفسها[2] مع أن الآبار في ذلك الحين كانت لها قيمتها.. ومع أن البئر ـ كما ورد في الحديث ـ كانت لرجل من الأنصار.. ومع ذلك يروون أن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أمر بدفنها.

بعد هذه المناقشات نتعجب أن يرمى المنكرون لمثل هذه الأحاديث بالبدعة، مع أن الفقهاء وغيرهم ينكرون الكثير من الأحاديث، ولا يرون العمل بها، وقد رأينا في مقدمة الكتاب نموذجا عن موقف مالك وغيره من بعض الأحاديث.. ومع ذلك لم يرم مالك ولا غيره بالبدعة.. ولكن إذا تعلق الأمر برسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) وتنزيهه، فإن أهل السنة المذهبية تثور فيهم الحمية، ويشهرون سيوف الحرمان والتبديع والتضليل في وجه من يفعل ذلك حتى لو كانوا أعلاما كبارا لهم حرمتهم وجلالتهم.. ولكن لحومهم سرعان ما تصبح حلالا بمجرد أن يتجرؤوا فينكروا مثل تلك الروايات التي تسيء إلى رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)..


[1] مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز: (8/144).

[2] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : رسول الله..والقلوب المريضة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست