ويذكرون الناس بأن ﴿ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ [الأنبياء: 92]
ويصرخون على المنابر مخاطبين الجماهير العريضة كل حين بأن من أكبر العقوبات الإلهية الاختلاف والتنازع والعداوة، ويذكرون لهم في ذلك قوله تعالى: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ [المائدة: 14]
ويضربون لهم مثلا على ذلك بما حصل في غزوة أحد، والتي نزل فيها قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 152]
ويرددون مع هذا كله ما ورد من الأحاديث الشريفة الكثيرة الناهية عن الفرقة والاختلاف.
ولكن مع ذلك كله كانت تلك الآيات وتلك الأحاديث لا تتجاوز حناجرهم.. فالواقع واقع عداوة وبغضاء وشحناء لا بداية لها ولا نهاية.
وقد ظللت زمنا طويلا أتأسف لهذا وأتألم له، وخاصة عندما أرى غير المسلمين ينظرون ساخرين إلى دعاة الإسلام، وهم يتصدعون كما يتصدع