نام کتاب : القرآن والأيدي الآثمة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 76
قال الشيخ: إن العلم في القرآن
الكريم يشمل كل حقائق الوجود ابتداء من أعظم حقيقة، وهي الله سبحانه وتعالى، فالله
تعالى لا يأمرنا أن نعبده فقط، بل يأمرنا قبل ذلك أن نعرفه عن بصيرة وبرهان، قال
تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ }[محمد:19]
وقد أخبر عن أصناف عباده العارفين
به، فذكر منهم أولو العلم، فقال:{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ
إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ
إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }[آل عمران: 18]
وهكذا فإن الله سبحانه وتعالى
يأمرنا بالنظر في كل الكائنات التي أبدعها لنزداد قربا منه، ومعرفة به، وخشية له،
قال تعالى: { أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ
بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنْ النَّاسِ
وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى
اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } [فاطر: 27، 28]
انظر.. كيف أن الله سبحانه وتعالى
لم يذكر خشية العلماء لله أثناء ذكره لأحكام الشريعة، وإنما ذكرها في معرض بيان
آياته في السموات والأرض، ليبين أن كمال الخشية يكون في تلك الرؤية المفصلة لآيات
الله في الكون.
ولهذا فإن الله سبحانه وتعالى عندما
ذكر أولي الألباب، وتوجههم إلى
نام کتاب : القرآن والأيدي الآثمة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 76