نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 164
يحدثون عن أهل الكتاب، وإن كنا - مع ذلك - لنبلو عليه الكذب)( )
قال الشيخ: مهلا يا فتى.. أنت لم تفهم مراد خالنا.. فلو رجعنا إلى شراح قول
معاوية لوجدناهم جميعا يشرحونه بما يبعد هذه الوصمة الشنيعة عن كعب الأحبار، وقد
قال ابن حبان في كتاب الثقات: (أراد معاوية أنه يخطئ أحيانا فيما يخبر به، ولم يرد
أنه كان كذابا)، وقال عياض: (يصح عوده على الكتاب، ويصح عوده على كعب وعلى حديثه،
وإن لم يقصد الكذب ويتعمده؛ إذ لا يشترط في مسمى الكذب التعمد، بل هو الإخبار عن
الشيء بخلاف ما هو عليه، وليس فيه تجريح لكعب بالكذب)، وقال ابن الجوزي: (المعنى:
أن بعض الذي يخبر به كعب عن أهل الكتاب يكون كذبا لا أنه يتعمد الكذب، وإلا فقد
كان كعب من أخيار الأحبار)( )
أضف إلى هذا، فإن معاوية الذي قال هذا القول، هو نفسه الذي قال: (ألا إن كعب
الأحبار أحد العلماء، وإن كان عنده علم كالثمار، وإن كنا لمفرطين)، فهو قد شهد له
بالعلم وغزارته، وحكم على نفسه بأنه فرط في علم كعب، فهل يعقل أن معاوية يشهد هذه
الشهادة لرجل كذاب؟! وهل يعقل أن يتحسر ويندم على ما فاته من علم رجل يدلس في كتب
الله، ويحرف في وحي
نام کتاب : لحوم مسمومة رواية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 164