نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 247
وقد تفعل الكلمات ما لا تفعله الصوارم والأسنة.. وهو فوق ذلك رجل
مجنون بعظمة بدأت معه منذ صغره الباكر عندما أهله قومه لأن يخطب فيهم ولما ينبت
عذاره.. وقد بقي معه هذا الشعور بكونه الأفضل والأعلم وصاحب الحق المطلق الذي لا
ينبغي أن يجادل.
قلت: ولكن مع ذلك فقد رضيه المسلمون واتفقوا عليه وما كانت الأمة
لتتفق على ضلالة؟
ضحك، وقال: هذا هو الوهم الذي دعاه إلى اعتبار نفسه رئيس العلماء..
وهو الذي جره إلى ما جره إليه من تزعم الفتنة في العالم..
قلت: الفتنة؟
قال: أجل.. لقد كان من أول ما فعله بعد حمله لهذا اللقب العظيم هو
أنه ذهب إلى طائفة من الناس يقال لها (الشيعة)، وهي طائفة مسالمة ممتلئة ألما
وحزنا على ما أصاب ذرية رسول الله، وهي طائفة كذلك نشيطة قوية تريد أن تمهد لمخلص
موعود يملأ الأرض عدلا بعد أن تمتلئ جورا.. وكانت هذه الطائفة تعيش في سلام مع كل
مذاهب الناس وطوائفهم وأديانهم.. وكانت تنتشر كما ينتشر غيرها بالإقناع والحجة والدليل..
لكن هذا البابا الجديد لم يرضه هذا الانتشار ولا ذلك النشاط ولا تلك الوحدة التي
تمتلئ بها قلوب المسلمين فراح ينشر بيانات التحريض والتبديع والتضليل لتنشأ عنها
فرقة وفتنة وتصدع يمس بنيان الأمة جميعا.
نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 247