نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16
قلت: فهلم بها.
قال: ألا ترى أن القاتل لا يقتل إلا بعد أن يقتنع
باستحقاق المقتول للقتل.
قلت: أجل.. إلا إذا كان في القاتل نزعة لسفك الدماء..
فهو يقتل لمجرد إرضاء غريزته.
قال: فهم لهذا صنفان: صنف يحمل لسان الإقناع ليقنع
القتلة، وصنف يحمل السيوف لينفذ ما اقتنع به.. وإن شئت قلت: هم صنفان: صنف يحكم،
وصنف ينفذ.. صنف يستعمل القلم، وصنف يستعمل السيف.
قلت: الذي أعلمه أن الخصومة بينهما شديدة.
قال: هي في الظاهر شديدة.. ولكن الحقيقة بكل جوارحها
تنطق بأنهما وجهان لعملة واحدة، أو فردان في محكمة واحدة أحدهما يحكم والآخر ينفذ.
سكت قليلا، ثم قال: عد إلى تلك الأبيات التي كنت تنشدها
لي..
قلت: أيها؟ أبيات هلاليهم.. أم أبيات ابن كلثومهم؟
قال: كلاهما.. فهما مقدمتان لنتيجة واحدة.. تقول بلسان
فصيح: لسنا إلا نحن.. أو تقول: من لم يكن معنا فهو ضدنا.
قلت: ذلك صحيح.. فهم يرددون هذا الكلام، وينقلونه عن
سلفهم.
قال: إن هذا هو نفسه ما ردده هتلر ولينين وشارون، وما
ردده كل من تصوروا أنهم شعب الله المختار.
قلت: ولكنهم لا يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار.
نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16