قال: بهذا بدأت قصتي معهم.. ولاشك أنك لا تزال سجينا لأول سجن من سجونهم.
قلت: سجن!.. ما تقول؟.. أنت تراني حرا.
قال: أنت حر في جسدك.. لكن روحك قد تكون مقيدة بقيودهم العنيفة.
قلت: فهل تحررت أنت من سجونهم؟
قال: أجل.. بحمد الله.. لقد هداني الله فتحررت من جميع سجونهم.. ولهذا تراهم يطلبونني.
قلت: يطلبونك!؟.. لا أراهم يفعلون ذلك.. فهم منشغلون بما هم فيه من علم وبحث.. ورواية ودراية.. وجرح وتعديل.. وتهذيب وتصفية.
قاطعني بقوة قائلا: وتبديع وتضليل.. وتقتيل وتذبيح..
قلت: ما تقول؟
قال: لا أقول إلا الحقيقة.
قلت: أراهم يحملون أقلاما لا سيوفا.. والأقلام لا تستطيع إلا أن تكتب.
قال: بل تستطيع أن تقتل.. بل تستطيع أن تبيد الأخضر واليابس..
قلت: تلك أقلام المجرمين.
قال: وهم يحملون مثل هذه الأقلام.
قلت: تلك دعوى.
قال: ولدي أدلتها..