نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154
فتذكرت أنه مريض ضعيف قد يقضي عليه ما أرسله، فأكون
سببا في قتله، فتركته إلى عنوان آخر، فتذكرت أنه صاحبه ضعيف الدين، وأن هذه
الرسالة لن تقضي عليه هو وإنما تقضي على البقية الهزيلة التي يملكها من الدين.
بعد أن مررت على كل عنوان من العناوين التي أحتفظ بها
لم أجد أحدا يصلح لهذه الرسالة، فطبعتها، ثم قلت في نفسي: إن أولى الناس بها هو
صاحبي الوهابي، فلا شك أنها ستسعده، وأنه سيستبدل الوهابية بالبربهارية.
ذهبت إليه مسرعا، فوجدت بيتي قد عاد إلى التاريخ من
جديد، وكل ما رأيته في اليوم السابق قد عاد، وعاد معه رجل كث اللحية، على وجهه
ترتسم كل ألوان القسوة والشدة، وعلى رأسه قبعة حمراء كقبعة الأزهريين، ولكن الحمرة
فيها أشبه بحمرة الدماء منها بحمرة الأزهار، وقد شبهته برجل لا يزال بيننا.. يظهر
كثيرا في القنوات الفضائية.. قد زاد في الغباوة والحمق عن كل أقرانه ينطبق عليه
تمام قوله تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ
بِنَمِيمٍ (11) (سورة القلم)
بمجرد أن دخلت أمسكني من تلابيبي، وقال: لا شك أنك
الشيطان، أو من إخوان الشياطين يا نجس يا خبيث يا معتوه.. أقسم بالله لأوقفنك عند
حدك، أو لأضعنك مع آبائك وأمهاتك وأهل بلدك تحت نعلي الطاهرة هذه..
كان الرجل ينطق كما تنطق المدافع، ويقلقل كل الحروف لا
يستثني منها أحدا.. وكان مع كل قلقلة يزرع ألغاما في صدري تضيف إلى الرعب الذي
نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154