نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 146
محمد، ورأى من تعظيم أصحابه له ما رأى، وأنه لا يتوضأ
إلا ابتدروا وضوءه، وكادوا يقتتلون عليه، ولا يبصق بصاقاً إلا تلقوه بأكفهم فدلكوا
به وجوههم وأجسادهم، ولا تسقط منه شعرة إلا ابتدروها، وإذا أمرهم بأمر ابتدروا
أمره، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له.. فلما رجع
إلى قريش قال: (يا معشر قريش، إني جئت كسرى في ملكه، وقيصر في ملكه والنجاشي في
ملكه، وإني والله ما رأيت ملكاً في قوم قط مثل محمد في أصحابه)
ولذلك كانوا من بلادتهم لا يعلقون على ما يقول ولا يعقبون على ما
يحكم به، وقد حدثني بعضهم عن ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّ رَسولَ اللَّهِ (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) رأَى خاتمًا مِن ذهَب في يدِ رجُل فنَزَعه فطرَحه، وقال: (يَعْمَد
أحدُكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يدِه)، فقيل للرجل بعدَما ذهب رسولُ الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (خذْ خاتمَك انتفع به)، قال: (لا واللهِ لا آخذه أبدًا وقد طرَحه
رسولُ الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم))[1]
بل إن هذا التعظيم استمر إلى ما بعد وفاته، فقد حدثني بعضهم عن عدوي اللدود
(عمار بن ياسر) قال: رأيت عمار بن ياسر دعا غلاماً له بشراب، فأتاه بقدح من لبن
فشربه ثم قال: صدق الله ورسوله، اليوم ألقى الأحبة محمداً وحزبه، إن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال: (إن آخر شيء أزوده من الدنيا ضيحة لبن)[2]