نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 143
ويحمل فوق ذلك سيفا طويلا، ويربط في صحن بيتي فرسا،
لقلت: إنه هو عينه.
بعد أن دخلت وأصابني من الانبهار ما أصابني، قام صاحبي
الوهابي إلي، ومسح على صدري، فأحسست بطمأنينة عجيبة، بل أحسست بأن ما أراه هو عين
ما ينبغي أن أراه، بل إني أحسست بأن الله يريد بفضله وكرمه أن ينقلني من (علم
اليقين) إلى (عين اليقين) لأبصر الحقيقة بجذورها وبجميع أبعادها، فليس الخبر
كالعيان.
بعد أن اطمأنت نفسي، وعلمت أن ما أراه هو الحقيقة التي
حجبها التاريخ والجغرافيا عن سمعي وبصري عاد إلي وعيي، وصرت أرى وأسمع كما أرى في
عالمي وأسمع.
وكان أول ما عرفته هو أن ذلك الرجل الجالس مع صاحبي
الوهابي رجل ولد قبل ألف وأربعمائة سنة، وأن اسمه هو (ذو الخويصرة التميمي)، وقد
قدم لي نفسه بعنجهية وغرور قائلا: أنا حرقوص بن زُهير.. ذلك الذي يلقبوه ب (ذي
الخويصرة التميمي).. ذلك الرجل الذي استطاع أن يخرق تلك البلادة وذلك الذل الذي
كان يعيشه من كانوا يسمون أنفسهم (أصحاب محمد).. لقد رأيتهم لا يكادون يرفعون
أصواتهم مع محمد مع أنه بشر كالبشر يأكل ويمشي في الأسواق، ويعتريه ما يعتري البشر
من العلل والأمراض.
لقد سمعت قبل أن أحضر إليه وأواجهه بكل قوة أن رجلا من
الأصحاب يقال له أبو أيوب الأنصاري ذلك الرجل الذي أوى إلى بيته محمد بعد أن وصل
نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 143