نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 142
أبو الوهابية
الأول: ذو الخويصرة التميمي
في اليوم الحادي عشر من زيارته لي، حدثت لي أحداث
عجيبة، لست أدري هل كانت من باب الكرامة، أم من باب الاستدراج، أم من أبواب أخرى..
المهم أني خرجت من عالم التاريخ والجغرافيا التي ولدت فيها إلى تاريخ جديد،
وجغرافيا جديد، لا أعرف كيف انتقلت إليها، ولا كيف رجعت منها، المهم أنه كان في
صحبتي في هذه الرحلة العجيبة صاحبي الوهابي، بل كان هو مرشدي فيها، وقائد العربة
التي ركبناها لنصل إلى غابر الأزمان.
وقد كانت بداية هذه الرحلة أني دخلت على صاحبي الوهابي
في ذلك اليوم، وأنا أريد أن أقول له: نعم أنت خرجت من سجون الوهابية، ولكنك دخلت
في سجون أعدائهم.. أولئك الذين لا هم لهم إلا مواجهتهم ورد كل ما يقع من شرور
إليهم.
وكنت أريد أن أقول له بكل قوة: أنت خرجت من الغلو الذي
يقع فيه الوهابية لتقع في غلو أبشع وأنكى.. إنه ذلك الغلو الذي يقع فيه كل من
ناصبهم العداء.. وما أكثر من ناصبهم العداء.
لكني بمجرد أن دخلت عليه، أصابني انبهار لما رأيت، فقد
رأيت البيت غير البيت، والأثاث غير الأثاث، والحال غير الحال.. ووجدت فوق ذلك مع
صاحبي الوهابي رجلا يكاد يشبه بعض من أرى من مشايخ الوهابية الكبار، وكأنه هو،
ولولا أنه كان يرتدي ثيابا عتيقة كثياب الممثلين في الأفلام التاريخية،
نام کتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 142