نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 91
مكان يخلو من
الطاقة ونقل الطاقة، ولابد أن يحتوي على أقل قدر من الطاقة في هذا الفراغ، ويحدث
أن تظهر وتختفي لحظياً جسيمات، لكن هذا الظهور والإختفاء محكوم بعالم الكوانتم المادي
ـ له قوانين وأُسس وأُطر ضابطه ـ أي أننا لسنا في العدم بل في عالم مادي.. ولو صح
أن هذه الجسيمات تحتوي على طاقة لانهائية لكان المفترض بمجرد ظهور الكون وظهور هذه
الجسيمات لانهائية العدد والطاقة فإنها تؤدي إلى انكماش الكون على نفسه فورا
وانتهائه وهذا بداهة ما لم يحدث)[1]
ثانيا ـ إسناد الخلق للطبيعة
وقوانيها:
وهو من أهم
الأطروحات الإلحادية وأكثرها انتشارا، حيث يعتبر الملاحدة أن علة وجود العالم هي
قوانين الكون نفسها.. أو هي الطبيعة.. ويرون أن ما في الكون من الأنظمة وقوانين
يجعله مستغنيا عن خالق يدبر أموره.. فقوانينَ الكون هي التي تحكُمُ الكون.
وقد ظهر هذه
المغالطة قديما عند بعض الفلاسفة الطبائعيين، والذين ذكروا أن عناصر العالم
الأربعة (الماء والهواء والتراب والنار) هي أصل الوجود، وأنها قديمة، وأن كل شيء
يتكون من اتحادها أو افتراقها[2].
وبقيت هذه المغالطة
مستعملة إلى العصر الحديث، وفي كل فترة تلبس لباسا جديدا، أو تظهر بصورة جديدة:
فمن صورها تلك
الصورة التي ظهرت بها في القرن الثامن عشر فيما يعرف بمدرسة الفلسفة الطبيعية،
التي انتهت إلى المادية الضرورية المحضة متمثلة في المدرسة الماركسية، والتي تقوم
على فكرة أن المادة قديمة، ولها قوانينها، وتلك القوانين هي التي أوجدت كل