وقد اعتمدنا
بالدرجة الأولى في هذا المبحث على ما كتبه العلامة
الكبير الشيخ جعفر السبحاني في كتابه القيم [الالهيات على هدى الكتاب والسنة
والعقل][2]، فهو كتاب طرح في جزئه الثالث أصناف الأدلة التي
قررها المتكلمون بأحسن طريقة، بالإضافة إلى تبسيطها وربطها بالواقع، وبالقرآن
الكريم، كعادته في جميع مؤلفاته القيمة.
1 ـ الأدلة العقلية العامة:
وهي الأدلة
التي استعملها المتكلمون في مواجهة منكري النبوة، وخصوصا من المؤمنين منهم بالله،
أو أولئك الذين يطلق عليهم [الربوبيون [3] ]، والذين يتبنون الفلسفة الربوبية، وهي مذهب
فكري لا ديني يؤمن بوجود خالق عظيم خلق الكون، وأنه يمكن التعرف عليه باستخدام
العقل ومراقبة العالم الطبيعي وحده دون الحاجة إلى أي دين.
[1] وسنتحدث عنها بتفصيل في كتاب
خاص مثل هذا الكتاب، يعلم كيفية مناظرة منكري النبوة، ويرد على جميع الشبهات
المرتبطة بها..
[2] انظر: الالهيات على هدى
الكتاب والسنة والعقل، تأليف: الشيخ جعفر السبحاني، بقلم: الشيخ حسن محمد مكي
العاملي، مؤسسة الامام الصادق عليه السلام، الطبعة: السابعة 1388.
[3] برزت الربوبية في القرن
السابع عشر والقرن الثامن عشر خصوصاً خلال عصر التنوير، لا سيما في ما يعرف الآن
بالمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة وأيرلندا. معظمهم الربوبيون في ذلك
الوقت كانوا قد ولدوا مسيحيين ولكن تركوا المسيحية بسبب عدة قضايا مثيرة للجدل
ووجدوا أنهم لا يمكنهم الإيمان بالثالوث أوإلوهية سيد المسيح أو المعجزات ثم
انتشروا في العالم، انظر: المسيحية عبر
العصور، إيريل كيرنز، ص 441.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 463