نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 461
إلحاد هذا
المحلّل (وهو فرويد) وخصومته مع الله سبحانه راجع إلى عقدة روحية أُصيب بها في
فترة معيّنة من فترات عمره؟!
والناظر في
أمثال هذه التحليلات لا يشك في أنّ كل واحد من المحلّلين قد نظر إلى العقيدة
السائدة في عصره وبيئته فجعلها مقياساً لتحليله، ومعياراً لتقييمه.
ولم يكن أُولئك
المحلّلون ذوي خبرة وإلمام بالشرائع والعقائد السماوية حتّى يميّزوا المحرّف عن
غيره والصحيح عن السقيم، كما عرفت.
رابعاً: انّ
هناك شخصيات بارزة في التاريخ الغابرو كذا في العصر الحاضر يعتقدون بالله سبحانه، ويعبدونه
لكونه المثل الأعلى للكمال والجمال، وغير ذلك من الصفات العليا لا لكونه يقوم مقام
الأب في إزالة الخوف عنهم، وتوفير الحماية اللازمة لهم.
5 ـ نظرية توارث العقيدة:
وهي النظرية
التي تفسر وجود العقيدة الدينية في الحياة البشرية بكون العقيدة الدينية أمرا فكريا
ورثته الأجيال اللاحقة من الأجيال السابقة حتّى وصلت إلى عصرنا الحاضر، وبهذا أراح
أصحاب هذه النظرية أنفسهم، وظنّوا بأنّهم اهتدوا إلى تحليل سليم في هذا المجال.
ومن الانتقادات
التي وجهت لهذه النظرية:
أوّلاً: انّ
غاية ما تفيده، وتثبته هذه النظرية ـ على فرض صحّتها ـ هو أنّ علّة انتقال العقيدة
من الأجيال السابقة إلى اللاحقة، وتواجدها في جميع العصور هو (التوارث الفكري) وهو
أمر لا يرتبط بتفسير (نشوء العقيدة الدينية) أساساً، فما ذكروه يعلّل وجود العقيدة
الدينية في الأجيال المتلاحقة، لا نشوء العقيدة ابتداءً.
ثانياً: أنّ
سريان العقيدة الدينية وسيادتها في جميع الأجيال يكشف عن أنّ العقيدة الدينية من
الأُمور الملازمة للروح والفكر البشري بحيث لا يعقل انفكاكها عنهما، فهي تماماً
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 461