نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 434
الإلحاد..
والإشكالات الدينية
ربما تكون
الإشكالات الكثيرة التي يطرحها الملاحدة حول الدين هي السبب الأكبر في كل ما نراه
من مظاهر الإلحاد، ذلك أن أكثر المدارس الإلحادية وفلسفاتها نشأت في ظل الصراع مع
رجال الدين، وخصوصا المسيحية منه، باعتبارها وقفت مع السلطات الزمنية المستبدة، أو
قامت هي نفسها بالاستبداد، ومثل ذلك تبنيها لبعض المعارف والعلوم التي لم تثبت
علميا، وبذلك أصبح رجال الدين يفرضون الخرافة والشعوذة، وكل أصناف الجهل على
متابعيهم، أو يتهمونهم في حال رفض ذلك بالزندقة والهرطقة والبدعة، أو يكفرونهم،
ويحرمونهم من الجنان التي يعدون بها متابعيهم.
ومثل ذلك تلك
المدارس الإلحادية الجديدة التي استثمرت في التطرف والإرهاب وإدارة التوحش التي
مارسها المتطرفون من المسلمين، وانطلقوا فيها من منتجات تاريخية أو تراثية يزعمون
أنها تمثل الإسلام.
وكان الأصل
في هؤلاء الملاحدة، إن كانوا حقا يُعملون عقولهم أن يفرقوا بين الدين والله..
فالله هو خالق الكون الذي دلت عليه كل الأدلة العقلية، بل الذي دلت عليه الفطرة
نفسها.. أما الأديان، ففيها ما يقبله العقل، وفيها ما يرفضه.
ولذلك كان
الخيار السليم التفريق بين الإيمان بالله كقضية عقلية علمية، والموقف من الأديان
كواقع موجود، وهذا الواقع يستدعي البحث والتحري للوصول إلى الدين الحقيقي الذي
تثبته الأدلة والبراهين العقلية والعلمية.
لكن ذلك لم
يحدث لأن الطابع الثوري هو الذي كان سائدا على تلك الحركات والشخصيات التي واجهت الأديان،
والطابع الثوري ـ كما هو معروف ـ ينحو جهة الاستئصال والإلغاء، لا جهة التريث
والبحث والتحقيق والتفريق بين ما يقبله العقل وما
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 434