نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 383
بل أخبر (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أن (المؤمن ليدرك
بحسن خلقه درجة الصائم القائم)[1]
ب ـ الاستفادة من الجزاء
الدنيوي والأخروي:
وإليه الإشارة بالآيات الكثيرة التي تدعو رسول الله a أن يبشر المؤمنين بما أعد
الله تعالى لهم من فضل جزاء على أعمالهم الصالحة، كما قال تعالى:﴿
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ
رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً
وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (البقرة:25)
ففي هذه الآية الكريمة تبشير لمن جمع بين الإيمان والعمل الصالح بهذا الجزاء
العظيم الذي سيلقونه عند الله تعالى.
وقد يرد التبشير بجزاء الله وفضله على أعمال خاصة، تحتاج إلى محفز عظيم، ومن
ذلك قوله تعالى:﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ
مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾
(البقرة:155)
فالله تعالى جمع في الآية الكريمة بين الإخبار على ما يعد للمؤمنين من صنوف
الاختبار وما أعد لهم بجنبه ـ إن نجحوا ـ من صنوف الجوائز ليكون الجزاء حافزا
للعمل ومثبتا عليه وداعيا إليه.
ومثل ذلك قوله تعالى:﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ
مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (البقرة:223)، فالتبشير منصرف في
الآية للمؤمنين الذين تحققوا بتقوى الله.