نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 362
ويقول د. عمرو
شريف: (إذا كان الدراونة قد عجزوا عن تفسير نشأة التعاطف بين البشر، فلا شك أن
تفسير نشأة خلق الإيثار سيكون أصعب، فهو يعمل ضد هدف التطور الرئيسي، وهو المحافظة
على النوع، فعلى المستوى الفردي، ما الذي يدفعني للتضحية بذاتي من أجل المجتمع
والجنس البشري؟.. ما الذي يدفع جيناتي الأنانية للتضحية بذاتها؟.. وما الذي يدفع
جينات كرات الدم البيضاء للتضحية بذاتها في صراعها ضد الميكروبات لدفع المرض عن
الجسد؟!.. وعلى المستوى الأكبر، ما الذي يدفع المجتمع للتضحية بموارده وجهد أفراده
من أجل العناية بالضعفاء والمرضى والمعوقين والمسنين؟.. أليس ذلك ضد البقاء
للأصلح؟ ألا يزيد ذلك من فرص بقاء الأقل صلاحية؟)[1]
ويقول: (يفرض
الدراونة إننا نفعل ذلك من أجل أن يفعله معنا الآخرون عندما نمرض أو نهرم، بالرغم
من أن هذا التفسير مرفوض داروينياً؛ فالتطور ليس له بصيرة مستقبلية، ومن ثم لا
يفرض علينا التزاماً أخلاقياً تجاه ضعفائنا حتى يساعدنا الآخرون فيما بعد. إن
التطور لا يعرف مثلنا الشعبي (من قدم السبت يلقى الحد (يوم الأحد) قدامه)[2]
لذلك، فإنه من المستحيل
التوفيق بين الفلسفة المادية ونظرية التطور التي يؤمن بها الملاحدة وبين القيم
الأخلاقية.
بالإضافة إلى
ذلك كله؛ فإن العلم يخبرنا فقط عما يكون، ولا يخبرنا عما يجب أن يكون، فالكائنات
البشرية من وجهة نظر المذهب الطبيعي مجرد حيوانات، وليس على الحيوانات أي واجب
أخلاقي تجاه بعضها البعض، فعندما يقتل الأسد الحمار الوحشي فإنه
[1] خرافة
الإلحاد للدكتور عمرو شريف، ص 302، الطبعة الأولى 1435هـ2014م مكتبة الشروق الدولية،
القاهرة-جمهورية مصرالعربية.