وبناء على هذا؛
فإن كل ما حصل في الواقع الديني من مآس تمس بحقوق الإنسان لا علاقة لها بالدين،
وهي سلوك بشري مبني على الهوى، ولذلك لا يتحمل الدين الصحيح ذلك، لأنه تبرأ من
أصحابها.
بل إن المتدين
الحقيقي يجب عليه قبل الملحد أن ينكر ذلك، حتى يبقى دين الله صافيا سليما بعيدا عن
تأثيرات متبعيه وأهوائهم.. ولذلك نرى القرآن الكريم يحمل حملة شديدة على هؤلاء،
ويرد عليهم، ويعتبرهم أبعد الناس عن الدين، بل يشبههم بالحمير، كما قال تعالى: ﴿مَثَلُ
الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ
يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ
اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة: 5]
من المغالطات
الكبرى التي يمارسها الملاحدة في هذا الجانب تصويرهم للمجتمع الملحد بكونه المجتمع
الذي يمثل جميع القيم الحضارية التي حال الدين دون تحقيقها، ويستدلون لذلك بما وقع
في التاريخ من انحرافات رجال الدين، والتي نقرهم فيها، بل ننكرها مثلما ينكرونها، بل
إن المصادر المقدسة للأديان نفسها نبهت إليها وحذرت منها.
[1] رواه
أحمد (5/111، رقم 21111) ، وابن حبان من طريق أبى يعلى (1/518، رقم 284)
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 337