نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 28
متى شاء عطّل
الوجود ورماه في هوّة العدم. وإن شاء أمدّه بأسباب الحياة وأدار عجلة استمراره)[1]
ومثلها
ذلك الأعرابي الذي سئل: بِمَ عرفتَ
ربك؟ فقال: (البَعرةُ تدل على البعير، والأثَر يدل على المسير، ليل داجٍ، ونهار
ساجٍ، وسماء ذات أبراج، أفلا تدل على الصانع الخبير؟!)
وروي أن طائفة
من الملاحدة طلبوا من بعض العلماء أن يثبت لهم وجود الله، فقال لهم: (قبل أن
أناظركم هلم بنا إلى الشاطئ، فقد علمت أن هناك سفينة مملوءة من البضائع والأرزاق
جاءت تشق عباب الماء حتى أرست في الميناء، ونزلت الحمولة وذهبت، وليس فيها قائد
ولا حمالون ولا عساكر ولا حراس.. فهي فرصة لنا للغنيمة منها).. ضحك الملاحدة
لقوله، وقالوا له: (كيف تريد أن تناظرنا وأنت لا عقل لك.. فهل يعقل أن سفينة تأتي
بدون قائد وتنزل وتنصرف؟! حتى صبياننا لا يصدقون هذا).. فقال: (كيف لا تعقلون هذا،
وتعقلون أن هذه السماوات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والناس
كلها بدون صانع؟)
وما ورد في هذه
التعبيرات جميعا هو نفسه ما عبر عنه الفلاسفة باسم [برهان العلية]، وبعضهم يسميه الدليل الكياني[2].
ومن التقريرات
التي قرر بها هذا الدليل هذا التقرير الفلسفي: ومقدمته الأولى هي أننا نرى في
العالم حادثات، وتقلبات، حتى إن وجودنا نحن من جملة تلك الحادثات.. وهذه