نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 254
أساسية كما يلي:
(أولاً ـ يتصور الإنسان احتمالية وجوده الضئيلة جدّاً.. ثانياً: يتصور الزمن
التطوري المديد.. ثالثاً ـ يتصور عدد الكائنات الحية الهائلة وعدد أنواعها في
الكون.. رابعا: يتصور حجم وعمر الكون نفسه!)[1]
فالعزاء الذي
يراه الملاحدة، والذي نجده في مواقعهم الكثيرة أنه حال تعرّض الملحد إلى أي مصيبة
فإن زعماء الإلحاد يفتونه أن باستطاعته أن يحصل على السلوان من تذكره أولاً أنه
محظوظ جدّاً لوجوده أصلاً على قيد الحياة على الرغم من أن احتمالية وجوده تعد
ضئيلة جدّاً، ثم عليه أن يُلهي نفسه بالتفكر في أن وجوده على شكله الحالي احتاج
إلى مليارات السنوات من التطور التدريجي البطيء الذي تسبب في النهاية في وجوده
ووجود باقي الأحياء؛ وهذا أمر ينبغي أن يُنسي الملحد حزنه على ما يبدو، وأخيراً
على الملحد أن يعرف حجمه الحقيقي مقارنة بباقي الكون، وأنه جزء صغير لا يُذكر من
عالم حي كبير، وعليه أيضاً أن يتذكر أن هناك مجرات تبعد عنه مسافات تُقدّر
بمليارات السنوات الضوئية تقع داخل كون يتجاوز عمره الثلاثة عشر بليون سنة،
والمعنى: تفكر في جمال الكون لتنسى همك.
ومن أمثلة
العزاءات التي يعتمدها الملاحدة، ويتصورون أنها يمكن أن تعوضهم عن عزاءات المؤمن،
ما ذكره بعضهم في مقال له بعنوان [الإلحاد ومعنى الحياة][2]، فقد قدم الملحد صاحب المقال لذلك بقوله:
(إن إحدى أكبر الإعتقادات الخاطئة وأكثرها شيوعا حولنا ـ معشر الملحدين ـ هي
الافتراض بأننا نفتقر، أو ليس لدينا أي احترام لقيمة الحياة،
[1] من كتاب نظرة خلف الستار :
بائعو التشكيك تحت المجهر - سامي أحمد الزين - مركز دلائل - الطبعة الأولى
1437هـ/2016م).