نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 226
من أسلاك وأحبال
ومحركات والصندوق الكبير الذى يدخله الناس، ويكون كل شيء من هذه الأشياء فى موضعه
بالضبط، وموصلا بمصدر الطاقة.. وكل هذا يجب أن يحدث أولا قبل أن يتحرك المصعد
سنتيمترا واحدا.
أما لو أحضرنا
ربع المكونات الأساسية للمصعد أو نصفها مثلا، فلن نتمكن من استخدام المصعد لطابقين
أو ثلاثة حتى نكمل باقى الأجزاء الناقصة، ولذلك كان هذا تعقيدا غير قابل للاختزال،
ولا يمكن تكونه بشكل عشوائى بدون علم ولا حكمة ولا غاية.
فى حين أن العضو
أو الشيء المعقد تعقيدا يمكن اختزاله لا يحتاج إلى مصمم، ويمكن أن يتكون بالصدفة
وتراكم صلاحيات أجزائه، لأن كل جزء من أجزائه يحمل نفس الوظيفة التى يحملها هذا
التعقيد المختزل في النهاية لكن بمقدرا أقل، وإلا لما وجد الانتخاب الطبيعى سببا
لانتخاب تلك الأجزاء والتدريج يفيد فقط فى زيادة مقدرا الوظيفة.
وبالمقارنة مع
مثال المصعد الكهربائى نجد الدرج قابلا للاختزال، ذلك أنه إذا كان عندنا درجة
واحدة فقد حققت منفعة لأنها سترفعنا بمقدار ارتفاع هذه الدرجة من درجات الدرج، ولو
أحضرنا ربع عدد درجات الدرج المطلوب لمبنى مكون من عشرة طوابق لانتفعنا بها
ولاستطعنا الصعود والهبوط عليها إلى طابقين أو ثلاثة.. بخلاف المصعد الذى لا يمكن
الإنتفاع به بأى نفع إلا بعد اكتمال كل أجزائه.
وبذلك، فإن طريقة
الدرج هى التى تتبناها الداروينية فى تحصيل المنافع بشكل تدريجى بسيط لتحقيق
الوظائف المطلوبة، وهي تنهار إذا لم تستطع تعميم هذا الأسلوب على كل الوظائف
الموجودة فى الكائنات الحية.
والأمثلة عن الوظائف
الحيوية المتصفة بهذا الوصف لا يمكن حصرها.. ومن أمثلتها السوط البكتيرى، وتخثر
الدم، وتشفير الحمض النووي، وتنظيم الجهاز المناعى، وغير ذلك كثير.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 226