نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 187
ومن الحجج
الأقوى اليوم لدلالة التوسّع على نفي أزليّة الكون [مبرهنة بورد وغوث وفلنكن]،
والتي لقيت قبولًا كبيرًا في أوساط الكوسمولوجيين في العالم، وهي تقرّر أنّ كلّ
كون أو أكوان تتمدّد بدرجة أعلى من الصفر، فلا ريب أنها تعود إلى بداية ولا يمكن
أن تكون أزليّة [1]
وقد لخّص أصحاب
المبرهنة دراستهم بقولهم: (النموذج الكوسمولوجي المتضخم ـ أو حتى المتوسع بسرعة كافية ـ لا بدّ أن يكون غير تام في الاتجاهات الماضية للعدم والزمان)
مفارقة السماء المظلمة:
وتسمى كذلك [مفارقة
أولبرز] على اسم الفلكي الألماني [هاينريش أولبرز] (1840م)، وهي تنص على أنه لو
كان الزمان بلا بداية لكانت السماء كلّها مضيئة ليلًا لأنّها ستكون مغمورة كلّها
بأضواء النجوم التي وصلنا ضوؤها منذ الأزل، أمّا والحال كما نعرف من سمائنا اليوم
من أنّ ليلها أسود إلا من قليل من النجوم المضيئة، فذاك يعني أنه لا يصلنا من ضوء
النجوم إلا ما انتهى من رحلته إلينا منذ بداية تخلّق النجوم أو بعد ذلك.
يقول [بول ديفيس]
معبرا عن ذلك: (لو كان الكون غير متناهٍ في تمدده المكاني والزماني لكان الضوء الآتي من النجوم اللامتناهية منهمرًا
على الأرض من السماوات. ويظهر الحساب البسيط أنّ السماء لا يمكن أن تكون مظلمة في
مثل هذه الظروف. يمكن حلّ المفارقة بافتراض سنّ محدود للكون؛ إذ إننا في هذه الحال
سنكون قادرين فقط على رؤية النجوم التي أخذ ضوؤها زمنًا للسفر عبر الفضاء إلى الأرض
منذ البداية)[2]
ثانيا ـ الكون بين الصدفة والغائية:
[1] A. Borde, Guth and A. Vilenkin, Inflationary space-times are
not past-complete, Phys. Rev. Lett. 90 151301 (2003), pp.1-4.