نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 183
ونحب أن ننبه
هنا إلى أنّ [هاوكنج] نفسه يقرر بداية للكون مثل سائر الكوسمولوجيين، فهو القائل: (اليوم، تقريبًا يؤمن الجميع أنّ الكون، والزمن نفسه، لهما بداية مع الانفجار العظيم)[1]
مع العلم أن [هاوكنج]
صرح أنه يلزم من وجود بداية للكون وجود خالق له؛ فهو الذي أعلن أنّه (إذا كانت للكون بداية، فعلينا أن نفترض أنّ للكون
خالقًا، ولكن إذا كان الكون مكتفيًا بنفسه بصورة تامة، دون أن يكون له حد أو حافة،
فلن تكون له بداية ولا نهاية)[2]
2 ـ أدلة أخرى:
بالإضافة للدليل
السابق، والذي يمكن اعتباره حقيقة علمية دلت عليها كل الدلائل، وسقطت في مواجهتها
كل النماذج والنظريات، هناك أدلة أخرى كثيرة تزيد في قطعية ذلك الدليل، وتجعل من
حدوث العالم قضية قطعية لا مجال للجدل فيها، ومن تلك الأدلة:
القانون الثاني للديناميكا الحرارية:
وهو القانون
الذي يحتلّ مكانة خاصة بين القوانين الكونية، حتى اعتبره عالم الكوسمولوجيا [إدنجتون]
القانون الأوّل لكلّ العلوم، واعتبر أن (أي نظرية علمية تتعارض مع هذا القانون لا
تملك أملًا في البقاء، وستنهار ضرورة)[3]
ومع كون هذا
القانون في الأصل متعلّقا بالانتقال الحراري، إلا أنه مع ذلك يستعمل في محال
كثيرة، منها أنّ الكون ينحو إلى الفوضى بعد الانتظام، وأنّ النُظُم تتحوّل من
السلوك المنتظم إلى السلوك العشوائي.. ومن لوازم هذا القانون أنّ الكون يتّجه إلى
فقد طاقته، ويتحوّل بصورة عفوية من الحرارة إلى البرودة، ومن النظام إلى الفوضى،
فكلّ شيء يتحوّل
[1] Hawking and Penrose, Nature of Space and Time, p.20.
[2] Stephen Hawking, A Brief History of Time, p.146.
[3] Arthur Eddington, The Nature of the Physical World (New York:
Macmillan, 1928), p.74.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 183