نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 174
دون حرارة، وهو غير ممكن أصلًاحتى تُضخّ إليه الحرارة من الخارج، وهو ما يضطرّ الملحد إلى التسليم بوجود من هو خارج الكون، وهو ما يسعى لنفيه!
وهذا الوهم قد
يقود إليه سوء الفهم لنظرية التموّج الكمومي، وهو وهم لا يطابق الواقع لأنّ الفراغ الكمومي ـ كما يقول
أصحابه ـ هو عالم من الطاقة المتحرّكة المضطربة، وهو ما يعني أنّه بعيد عن معنى
السكون والجمود.
النموذج المتذبذب:
وهو نموذج يحاول
تجاوز الانبثاق الكوني، والعوة للحالة الثابتة، باعتبار أنّ الكون في حال توسّع ثم
انكماش دائبين منذ الأزل، دون بداية، وقد قال الفيزيائي البريطاني (جون غربن)،
معبرًا عن الأيديولوجية التي تنطلق منها هذه النظرية: (الإشكال الأكبر في نظرية
الانفجار العظيم المتعلّقة بنشأة الكون هو فلسفي ـ وربما حتى لاهوتي ـ وهو: ماذا
كان قبل الانفجار؟ كان هذا الإشكال وحده كافيًا لمنح دفعة أولى لـ(نظرية الحال
الثابتة)، ولكن بعد أن تبيّن ـ للأسف ـ أنّ تلك النظرية معارضة للأمور المشاهدة،
كان الطريق الأفضل للالتفاف حول هذا الإشكال الأوّلي هو في تقديم نموذج يتوسّع فيه
الكون من (مفردة) (singularity)، ويعود فينهار بعد ذلك، ثم
يعيد دورته هذه دون نهاية)[1]
وقد انتقدت هذه
النظرية انتقادات كثيرة جدا لمخالفتها لكل القوانين العلمية، ولعدم إمكانية
إثباتها نظريا أو عمليا، ذلك أن الكون المتذبذب ـ في حال التسليم جدلا بإمكانيته ـ
لا يمكن أن يكون أزليًا لأنّه لا يستطيع أن يقاوم عدّة عوامل مادية وقانونية
مطلوبة، وقد قال كل من (زلدوفيتش) و(نوفيكوف) عن هذا النموذج: (النموذج متعدد
الدورات له مستقبل لانهائي، أمّا ماضيه فهو متناهٍ)[2]
[2] I. D. Novikov and B. Zeldovich, “Physical Processes Near
Cosmological Singularities,” in Annual Review of Astronomy and Astrophysics 11 (1973):
401-402..
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 174