ثم راح يتندر
على الحال مع نظرية التطور، ويذكر أنه (على عكس ما يحصل عند الفيزيائيين من
استعداد تام لتعريض أهم نظرياتهم للمساءلة، فإن التطوريين لا يبدون أي استعداد
لفعل الشيء نفسه مع نظريتهم. بل على العكس، فإنك ستجد دوما مقالات وكتابات تصر
وتلح بعناد ومكابرة على أن نظرية التطور هي حقيقة تامة ولا تشوبها شائبة!)
خامسا ـ المعلومات
الدقيقة:
وهو المعيار الخامس
من المعايير العلمية؛ ذلك أنه لا يمكن أن نثق في أي نظرية تتلاعب بالمعلومات، أو
تزورها، أو تفسرها على خلافا ما تدل عليه النتائج العلمية المنطقية.. ويكفي لأي
نظرية تفعل هذا أو بعضه أن تتهم في مصداقيتها وموضوعيتها وصفتها العلمية.. بل يمكن
أن تطرح أصلا مثلما يطرح ذلك الكاتب الذي اكتشفت لصوصيته العلمية، أو راح يزور
الحقائق، أو راح ينسبها لنفسه.
ومن الأمثلة على
ذلك، والتي استعملها الملاحدة لفترة طويلة، بل لا زال بعضهم يستعملها، ما يسمونه [إنسان
بلتداون].. أو ما يطلق عليها الآن بـ [خدعة بلتداون][2]، ففي عام 1912، ادعى فريق بحثي بقيادة عالم
حفريات بريطاني هاوٍ يُدعى [تشارلز داوسون] اكتشاف حفرية.. وقد كان الأمر حينها
عجيبا ومثيرا.. ذلك أن عظام فك تلك الحفرية التي تم عرضها تشبه عظام فك القرد،
بينما الجمجمة كانت تمتلك صفات جمجمة الإنسان.
وقد اهتمت
الهيئات الكثيرة بذلك الاكتشاف الخادع، وتم إطلاق اسم [إنسان بلتداون] على تلك
الحفرية، والتي عُرضت في أهم متاحف العالم لأكثر من 40 عامًا متتالية على أنها
دليل قاطع على صحة نظرية التطور.