نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 117
العلل اللازمة
للخلق عن طريق المصادفة في نِسَبِها الصحيحة هو ما يقرب من لا شيء)
5 ـ الصدفة لا تتناسب مع الدقة والنظام:
وهذا ما يدل
عليه الواقع، فالصدفة يمكن أن تفسر حدثا طارئا بسيطا، أما أن تفسر واقعا معقدا
ممتلئا بكل ألوان النظام، فهذا مستحيل.
فيمكننا قبول أن
يلتقي عالمان، ويتناقشا في مسألة علمية محددة، وفي محل معين صدفة، لكننا لا يمكن
أن نقبل اجتماع مئات العلماء في وقت واحد، لإقامة مؤتمر علمي صدفة.
فالأول أمر
بسيط، أما الثاني فمعقد جدا، ويحتاج تحضيرات كثيرة، ولذلك يستحيل حصوله صدفة..
ولهذا لم نسمع أبدا أن هناك مؤتمرا حصل صدفة من دون أن يكون هناك تحضير مسبق.
ومثل ذلك، بل
أعقد منه بترليونات المرات هذا الكون، فذراته قد صممت وهيئت، بحيث إنها إذا اجتمعت بطريقة معينة يتكون منها
شيء معين في الكون، مثلاً تتجمع الذرات بطريقة معينة تكون ماءً، وبطريقة أخرى تكون
أكسجينا، وبطريقة أخرى تكون نيتروجينا، وبطريقة أخرى تكون ذهبًا، وهكذا،
فلا بد من وجود مصمم لها ومهيئ لها قبل وجودها وقبل نشأة الكون.
بالإضافة إلى
ذلك، فإن فروع العلم كافة تثبت أن هنالك نظامًا معجزًا يسود هذا الكون، أساسه
القوانين والسنن الكونية الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل، والتي يعمل العلماء
جاهدين على كشفها والإحاطة بها، وقد بلغت كشوفنا من الدقة قدرًا يمكننا من التنبؤ
بالكسوف والخسوف وغيرهما من الظواهر قبل وقوعها بمئات السنين.
فمن الذي سن هذه
القوانين وأودعها كل ذرة من ذرات الوجود، بل في كل ما هو دون الذرة عند نشأتها
الأولى؟.. ومن الذي خلق كل ذلك النظام والتوافق والانسجام؟.. من
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 117