نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 69
الخلق ابتداء من غير حاجة لأي وسائط.
قال: صدقت.. فهل كان الجيل الثاني من جهاز
الكمبيوتر صناعة جديدة، أم أن المخترعين راحوا إلى نفس الجهاز القديم ينقصون منه
ويضيفون، حتى تحول إلى جيل جديد.. لاشك أن الواقع لم يدل على هذا.. بل إن كل جيل
من الأجيال يقتضي أن يصنع صناعة خاصة تتناسب معه، مهما كان القرب بينه وبين
الأجيال السابقة.
قلت: بورك فيك.. وقد ذكرني موقفك
الإيماني هذا بأولئك السلبيين الذين يقرؤون قوله تعالى: ﴿مَا
أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا
كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴾ [الكهف: 51]، ويقرؤون معها قوله
تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ
وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾
[الإسراء: 36] ثم يظلون مصممين في الدفاع عن هذه الفرضية التي لم تستوف حقها من
الأدلة..
مع أنه لا علاقة لها بكفر ولا إيمان..
فالله تعالى قادر أن يخلق كل أمة من الأمة خلقا سويا منفصلا من دون أن يحتاج إلى
هذه الفواصل التطورية، التي تنبئ عن القصور أكثر من إنبائها عن العلم الشامل.. كما
أنه قادر على أن يجعل بعضها يرتبط ببعض.. فكل ذلك في قدرة الله تعالى.
قال: الإشكال ليس في ذلك فقط.. وإنما في
أمرين آخرين سأوضحهما من خلال سردي لقصتي.. أما أولهما فهو أن هذه النظرية في حال
ثبوتها أو عدم ثبوتها لا علاقة لها بأي مجال من المجالات العلمية الواقعية، فسواء
قلنا: إن الزرافة تطورت عن حيوان سابق، أو خلقت خلقا جديدا.. فإن ذلك لن يغير من
الزرافة، ولا من فوائدها أو مضارها شيئا.. وبذلك فإن البحث في هذا نوع من الترف
العقلي مثله مثل البحث في أيهما السابق البيضة أم الدجاجة.
والثاني: أن هذا فيه الكثير من التكلف..
فالله تعالى ما أشهدنا خلق كونه، ولا شيء
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 69