نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 296
ممتدا لا يطرأ عليه التغير، فـ [أنا] لا
يسمن ولا يهزل ولا يمرض ولا يتصف بالزمان.. وليس فيه ماض وحاضر ومستقبل.. إنما هو
آن مستمر لا ينصرم كما ينصرم الماضي.. وإنما يتمثل في شعور بالدوام والديمومة.
والـ [أنا] الذي هو حقيقة الإنسان، نوع
آخر من الوجود لا يتصف بصفات المادة، فلا يطرأ عليه التغير، ولا هو يتحيز في
المكان، أو يتزمن بالزمان، ولا هو يقبل الوزن والقياس.. بل إننا بالعكس نجده هو
الثابت الذي نقيس به المتغيرات، والمطلق الذي نعرف به كل ما هو نسبي في عالم
المادة.. ولذلك فإن أصدق ما نصف به هذا الوجود هو أنه روحي وأن طبيعته روحية.
قلت: ولكن علماءنا علماء الطبيعة يذكرون
أن الإنسان هو جسده، وأن الجسد هو الحاكم وأن كل ما ذكرت من عقل ومنطق وحس جمالي
وحس أخلاقي وضمير وهذه التي اسمها الذات أو الـ [أنا] كل هذه ملحق بالجسد، ثانوي
عليه، تابع له، يأتمر بأمره، ويقوم على خدمته، ويتولى إشباع شهواته وأهوائه.
قال: هذا كلام الماديين، وهو غير صحيح..
والأدلة كلها تشير إلى أنه مجرد أوهام.. فالحقيقة بكل براهينها تدل على أن الجسد
تابع وليس متبوعا.. مأمور وليس آمرا..
ألا ترون أن أجسادنا تحن إلى طعام معين،
ومع ذلك نرفض إمدادها بما تريده.. وهكذا ترون الذي يضحي بجسده في سبيل إنقاذ
الآخرين.. فأين جسده هنا؟.. وأين المصلحة المادية التي يحققها بموته؟.. ومن الذي
يأمر الآخر؟
وعندنا اليوم أكثر من دليل على أن الجسد
هو الوجود الثانوي.. فما يجري الآن من حوادث البتر والاستبدال وزرع الأعضاء.. وما
نقرأه عن القلب الإلكتروني والكلية الصناعية وبنك الدم وبنك العيون ومخازن
الإكسسوار البشري حيث يجري تركيب السيقان والأذرع والقلوب.. إلى الدرجة التي يجري فيها
فك الجسم وتركيبه واستبداله دون أن يحدث شيء
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 296