نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 295
بعد أن أنهى حديثه عن الامتداد الزماني
قلت له: وعيت مرادك بالامتداد الزماني، فحدثنا عن امتداد آخر من امتدادات الحياة
التي لم نتعلمها في علومنا الحديثة.
قال: الامتداد الروحي.. فنحن لا ندرك من
الحياة إلا جانبها الجسدي الظاهري السطحي، ونغفل عن أهم جزء من أجزائها.. وهو
الروح.
قلت: ما تقصد بالروح؟
قال [1]:
ألا ترون أن الإنسان ذو طبيعة مزدوجة.. فله طبيعة خارجية ظاهرة مشهودة هي جسده..
وهي تتصف بكل صفات المادة، فهي قابلة للوزن والقياس، ومتحيزة في المكان، ومتزمنة
بالزمان.. ودائمة التغير والحركة والصيرورة من حال إلى حال ومن لحظة إلى لحظة.. وملحق
بهذه الطبيعة الجسدية شريط من الانفعالات والعواطف والغرائز والمخاوف لا يكف لحظة
عن الجريان في الدماغ.. ولأن هذه الطبيعة والانفعالات الملحقة بها تتصف بخواص
المادة نقول إن جسد الإنسان ونفسه الحيوانية هما من المادة..
ولكن هناك طبيعة أخرى مخالفة تماما
للأولى، ومغايرة لها في داخل الإنسان، وهي طبيعة من نوع آخر تتصف بالسكون
واللازمان واللامكان والديمومة..
قلت: ما هي.. وكيف لا نراها؟
قال: إنها العقل بمعاييره الثابتة
وأقيسته ومقولاته.. والضمير بأحكامه.. والحس الجمالي، والـ [أنا] التي تحمل كل تلك
الصفات من عقل وضمير وحس جمالي وحس أخلاقي.
قلت: أليست الـ [أنا] هي هذا الجسد؟
قال: لا.. الـ [أنا] هي الذات العميقة
المطلقة.. وهي تلك التي نشعر بها شعورا ثابتا
[1] اقتبسنا بعض الحوار الوارد هنا من كتاب:
حوار مع صديقي الملحد، مصطفى محمود.
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 295