نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 9
البداية
في صباح ذلك اليوم الذي حدثت لي فيه هذه
القصة العجيبة التي سأرويها لكم طُرق باب بيتي، فرحت أفتحه، فوجدت أسفله ظرفا
مزينا، مرسلا من جمعية كنت أعرفها جيدا، كانت تسمى [جمعية الإيمان العلمي الجديد[1]]، وهي جمعية ليس لها من الإيمان إلا الاسم الذي تستخدمه، لتصطاد به
القلوب المؤمنة الطيبة، لتحولها إلى قلوب ملحدة متحجرة.. وتبث فيها بعد ذلك ما
تشاء من قيم وسلوكيات ومواقف.
وهي تستخدم لذلك الكثير من الحيل،
وأهمها المكتشفات العلمية في الفيزياء والفلك وغيرها، سواء ما ثبت منها أو ما لم
يثبت.. وهي تضيف إليها جميعا وصف [الحديث]، أو [الجديد]، لتستقطب أصحاب الموضات
الذين يريدون كل حين أن يستبدلوا عقائدهم وقيمهم كما يستبدلون ثيابهم.
وهي توظف ـ فوق ذلك كله ـ الكثير من
وسائل وأساليب الإغراء التي تخاطب الغرائز والشهوات أكثر من مخاطبتها للعقول
والقلوب.
ولذلك بمجرد أن رأيت اسمها على الغلاف،
رميت الظرف من غير أن أعرف ما فيه.. رميته وأنا أستعيد بالله من شرها.. ثم دخلت
بيتي، وأغلقت علي بابي جيدا حتى لا تتسرب أي فتنة إلي من أي جهة..
دخلته، وأنا أقول في نفسي: هذا زمن
الفتن ما ظهر منها وما بطن.. وليس هناك أفضل للمرء من بيته.. فالفتنة نائمة،
وملعون من أيقظها، أو شارك فيها، أو كثر سوادها.
لكن ما إن استقر بي المجلس في بيتي، حتى
عاد الباب يُدق من جديد، فرحت أفتحه، وأنا أستعيذ بالله من كل طارق سوء.. فوجدت
صبيا صغيرا ممسكا بالظرف، وهو يقول لي:
[1]
إشارة إلى
[الإلحاد الجديد]، فالإلحاد ليس إلا عقيدة وثنية تؤله الطبيعة وقوانيها بدل الله.
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 9