نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 67
قام رجل من أهل البلدة، وقال:بناء على
ما ذكرتم هل يستمر الكون في الاتساع؟ أم أن قوة الجاذبية الموجودة بين المجرات
تستطيع إيقاف هذا الاتساع؟.. وبعبارة أخرى: هل تنتصر قوة التوسع المتولدة من
الانفجار الكبير، أم ستنتصر قوة الجاذبية؟
قال: لا شك أنه إذا كانت قوة الجاذبية أكبر
من قوة الاتساع الكوني، فلا بد أن سرعة الاندفاع ستقل تدريجيا حتى تقف تماما، ثم
ترتد المجرات متراجعة القهقرى ومتوجهة نحو مركز واحد، ونحو التحام بعضها مع البعض
الآخر.. وعندما يتم هذا الالتحام تذوب المجرات كلها.. وتكون هذه هي نهاية الكون.
ولكن إن كانت قوة الاندفاع أكبر من قوة
الجاذبية فإن الكون سيستمر في الاتساع.. ولكن هذا الاتساع المستمر لن ينقذه من مصيره المحتوم، أي من [الموت
الحراري]، إذ يصبح الكون بعد موته حراريا كونا ميتا ومتسعا.. أي يكون كمقبرة كبيرة
تتسع على الدوام.
قال الرجل: ولكن ما العامل الذي يقرر إن
كانت الغلبة ستكون لقوة الجاذبية أم لقوة الاتساع؟
قال العالم: يعود ذلك لكمية المادة الموجودة
في الكون.. أو على الأصح إلى كثافة المادة الموجودة في الكون.. فهي التي تقرر هذا الأمر..
وقد حسب العلماء الكثافة التي إن بلغتها أو تجاوزتها مادة الكون انتصرت قوة
الجاذبية على قوة الاندفاع الكوني، وأطلقوا عليها اسم [الكثافة الحرجة].. فإن كانت
كثافة مادة الكون تبلغ هذه الكثافة أو تزيد عليها انتصرت قوة الجاذبية، وإن كانت أقل
انتصرت قوة التوسع الكوني.
قال الرجل: فهل يعني هذا ان الكون سيستمر في
الاتساع؟
قال العالم: هذا ليس شرطا أو أمرا لازما،
ذلك لأن ما حسبه الإنسان من المادة ليس هو كل المادة الموجودة في الكون، فمثلا
هناك الثقوب السوداء التي تحتوي على مادة هائلة وذات كثافة عالية جدا..
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 67