نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35
نحتاج إلى الله ولا إلى الإديان، ولا إلى
رجالهم الانتهازيين.
وسبب ذلك بسيط، وهو أن فكرة بداية للكون
تقتضي كونه مخلوقا.. وهذا طبعا ـ كما تعلمون ـ يتطلب الإقرار بوجود خالق، ولذلك
كان من المريح جداً للعقول أن يعتبر الكون موجودا سرمديا، لتنتفي أمثال هذه المشاكل
العقلية.
لقد عبر الفيلسوف العبقري الكبير [جورج
بوليتزر] عن هذه الفكرة، ودافع عنها في الكثير من كتبه التي انتصر فيها للنظرية الماركسية..
فقد قال في كتابه [المبادئ الأساسية في الفلسفة]: (الكون ليس شيئاً مخلوقاً، فإذا
كان كذلك فهذا يقتضي أنه خلق في لحظة ما من قبل إله، وبالتالي ظهر إلى الوجود من
لا شيء، ولقبول الخلق يجب على الإنسان أن يقبل في المقام الأول أنه كانت توجد لحظة
لم يكن فيها الكون موجوداً، ثم انبثق شيء من العدم، وهذا أمر لا يمكن للعلم أن
يقبل به)
قوانين الطاقة:
بعد أن انتهى الفيلسوف من حديثه الذي تصور
أنه قد قضى على كل معالم الإيمان في تلك البلدة، قام بعض أهلها، وقال: لدي مشكلة
كبرى في فهم قوانين الحرارة.. وخاصة القانون الثاني منها.. وبما أنني في حضرة
كبارة علماء العصر، فأرجو منهم توضيحه لي.
لم يفطن العلماء لمراده من السؤال، فقد
تصوروه من خلال ما يوحي به مظهره عاميا بسيطا يستفسر عن مسألة جزئية لا علاقة لها
بالموضوع المطروح، ولذلك قام بعضهم، وقال: مع كون المسألة ليس لها علاقة بالموضوع
المطروح إلا أنني سأجيبك عنها.
هذا القانون الذي سألت عنه نسميه نحن ـ معشر
الفيزيائين ـ [قانون الطاقة المتاحة]، أو [ضابط التغير]، وهو ينص على أن الحرارة
تنتقل دائما من (وجود حراري) إلى (عدم حراري)، والعكس غير ممكن، وهو انتقالها من
(وجود حراري قليل) أو (وجود حراري عدم) إلى (وجود حراري أكثر)، لأن ضابط التغير هو
التناسب بين (الطاقة المتاحة) و(الطاقة
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35