نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34
بحضورهم أن يحدثونا عن الموقف الفلسفي من هذه
المسألة الخطيرة، والتي تنبني عليها الكثير من النتائج المرتبطة بالرؤية الكونية
المبنية على العقل والعلم، لا على الهوى المجرد.
قام رجل منهم، وقال: أظن أن السائل يقصدني..
فأحسبني من فلاسفة هذا العصر الكبار.. والكل يشهد على ذلك..
قال ذلك، ثم ابتسم، والتفت لزملائه، وقال: هل
فيكم من يعترض على هذا؟
فابتسموا جميعا، وقالوا: لا.. لا نعارضك..
فتحدث كما يحلو لك.. فنحن تلاميذك في الفلسفة، كما أنك تلميذنا في العلوم البحتة.
قال: الفكرة السائدة لدى جماهير الفلاسفة في
كل العصور هو أن الكون أزلي، لا بداية لوجوده.. وقد برهنوا على ذلك ببراهين عقلية
كثيرة لا مجال لذكرها هنا.. وهذه الفكرة تتلاءم مع الأفكار الأوربية التي كانت
سببا في تطورها وتحضرها.. وهي تعني أن المادة كانت الشيء الوحيد الموجود في الكون،
وأن الكون وجد في الزمن اللانهائي، وسوف يبقى إلى الأبد.
ومن أنصار هذه الفلسفة الكبار الفيلسوف (إيمانويل
كانت ) الذي دافع عنها، وأعلن أن الكون موجود في كل الأزمان، وأن كل احتمالية (إن
كانت موجودة ) فسوف ينظر إليها على أنها ممكنة..
ومع بداية القرن التاسع عشر صارت فكرة أزلية
الكون، وعدم وجود لحظة لبدايته مقبولة بشكل واسع، وتم نقل تلك الفكرة إلى القرن
العشرين من خلال أعمال الماديين الجدليين من أمثال (كارل ماركس) و(فريدريك أنجلز)
سكت قليلا، ثم قال، وهو يبتسم: تخيلوا معي
جمال هذه الفكرة.. إنها سهلة الفهم، ولا تستدعي أي جهد عقلي لهضمها.. بل هي
متناسبة مع الفطرة.. وهي تجيب فوق ذلك على الكثير من الأسئلة التي حارت فيها
الإنسانية.. والأهم من ذلك كله هو أنها تجعلنا لا
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34