نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 25
القدم.. والحدوث
كان أول موضوع طرحه المهتم بالشؤون العلمية
في تلك البلدة هو موضوع [الكون بين القدم والحدوث]، وقد قال في تقديمه للموضوع:
بما أن العلماء الوافدين من بلاد مختلفة متخصصون في الكونيات، فلا يصح أن نسألهم
أو نتناقش معهم في غيرها.. فلكل مجال أهله.. ولكل علم رجاله.. وقد قال ربنا عز
وجل: ﴿فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 59]
ثم نظر إلى العلماء، وابتسم، وقال: اعذرونا..
فنحن لا نستطيع أن نتحدث في أي شيء دون أن نتبرك بكلام ربنا، ونستفيد من
توجيهاته.. وليس عليكم حرج إن ضاقت نفوسكم من ذلك أن تنتقدونا كما تشاءون.. تحدثوا
بكل حرية.. فنحن مع تمسكنا بإيماننا الذي تعتبرونه كلاسيكيا لا نحجر على أحد أن
ينكر علينا أو ينتقدنا.. ولا نضيق منه إن سخر منا، أو هزأ بنا.
قال ذلك، ثم طلب من الحضور أن يسألوا، وألا
يبتعدوا عن الموضوع، فقام أحد سكان البلدة، وقال: نرحب بهؤلاء الأفاضل، ونريد منهم
أن يخبرونا عن الكون.. أو العوالم التي نراها أو لا نراها.. هل ترونها قديمة قدما
أزليا، أي أنه لا بداية لها.. أم أنها محدثة.. ولها بداية تنطلق منها؟
التفت بعض العلماء إلى أصدقائه، ثم خاطبهم
بلغته الإنجليزية هامسا، وهو يتوهم أنه لا يُفهم كلامه ولا يسمعه أحد إلا أصحابه،
ولكني سمعته بدقة.. لقد قال لهم: هؤلاء قوم بسطاء، ولا يصح أن نخبرهم بالاكتشافات
العلمية الحديثة، يكفي أن نبدأ معهم بالنظرة العلمية القديمة، فهي تتناسب معهم،
وهي أيسر في تبليغ مرادنا.. لأن تلك النظرة تدعم الإلحاد أكثر من النظرة الجديدة.
ضحك آخر، وقال: هؤلاء لا يعرفون شيئا.. فسم
لهم من شئت.. واذكر لهم من
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 25