نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 24
قال ذلك، ثم أسرع يقدم بعض الخدمات لأولئك
الجاحدين الغافلين الذين امتلأ قلبي حينها حقدا عليهم.
***
بعد أن قدم الطعام والشراب للزوار في ساحة
البلدة، أعدت منصات للعلماء الوافدين، وطلب من الحضور أن يجلسوا على البسط،
للاستماع إليهم، ومناقشتهم، وحينها تقدم عمدة البلدة، وقال: لقد شرفنا اليوم علماء
كبار، وفلاسفة عباقرة، وهم ـ كما يذكرون ـ من دعاة الإيمان الجديد، وقد رأوا أن
إيماننا مثل بيوتنا الطينية، لا يزال قديما، ويحتاج إلى تجديد.. فلذلك استمعوا لهم،
وناقشوهم كما تشاءون.
ثم التفت إلى العلماء، وقال: لا يغرنكم مظهر
هذه القرية البسيطة فهي تحوي علماء من كل التخصصات، وقد درسوا في بلاد مختلفة..
ولهم اطلاع على الكثير من العلوم.
حينها قال بعض الحاضرين ساخرا للعمدة: إن كان
الأمر كذلك، فلم لم يطوروا بلدتهم ليحولوها إلى بلدة جديدة..
ابتسم، وقال: مناخ بيئتنا وتضاريسها اقتضت أن
تكون أبنيتنا بهذا الشكل، ونحن متعودون عليها مسرورون بها.. وقد جرب بعضنا أن يرحل
إلى بلاد أخرى.. لكنه عاد بعد ذلك، لأنه لم يطق العيش فيها.. هذه طبيعة الحياة،
ولكل امرئ من دهره ما تعود.
***
ظللنا في ذلك المكان يوما كاملا إلى وقت
متأخر من الليل، وقد كان ذلك اليوم من أيام الله التي انتصر فيها الإيمان على
الإلحاد.. وأعليت فيها كلمة الله.. ونكست فيها أعلام الشيطان.
وقد علمت بعد ذلك كله سر حضوري، وعلاقة ذلك
كله بمعلم الإيمان.. كما سنرى في باقي القصة.. فلا تستعجلوا.
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 24