نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 204
العالم الروحاني، والتي وصلت إلينا عن طريق
بعض البشر من الرسل الذين كشف الله لهم من عوالم الغيب ما لم يكشفه لغيرهم.. ولا
يمكن أن تكون هذه النبوءات خاضعة لقيود الزمان التي نعرفها.
سكت قليلا، ثم قال: تحضرني في هذه اللحظات
كلمات قلتها في فترة غيي وكبريائي عندما كنت أتصور أن نظرية التطور وحدها تكفي
لتفسير الحياة، ونفي الحاجة لله.. في ذلك الحين التقيت رجل دين مسيحي، وقلت له
ساخرا: هل تؤمن أن المسيح مشى على الماء؟
قال: أجل.. أنا مسيحي وأؤمن بالمسيح.. وأؤمن
بأنه مشى على الماء.
قلت: فأنت خرافي إذن.. فمن يؤمن بأن قوانين
الماء يمكن أن تعطل.. فهو خرافي لا علاقة له بالعلم؟
قال: لا بأس .. فلأكن خرافيا.. ولكن أجبني
أينا أكثر خرافية أنا أم ذلك الذي يؤمن بأن الماء وجد هكذا من لا شيء؟
لم أجد ما أجيبه، فقال: المؤمنون بالله لا توجد
عندهم أي مشكلة مع فكرة إله خالق يستطيع أن يُعطل أو يعّلق قوانين الطبيعة، ويمارس
المعجزات.. لأنها ليست قفزة منطقية للمؤمن أن يعتقد بأن الله خالق كل شيء في الكون
ليس مُقيدا بقوانين الكون الذي خلقه.. فما دام الله خلق الماء، فبالتأكيد يستطيع
أن يشقه لمن شاء، وأن يجعل من يشاء يسير عليه.
ثم قال مخاطبا لي: لا شك أنكم تذكرون أنه بسبب عدم استطاعتنا شرح
هذه الظواهر المعجزة بقوانين طبيعية، فالنتيجة أننا خارج حقل العلم، ولهذا نحن
متدينون.. وهذا ليس صحيحا.. فنحن نفسرها بقانون حقيقي، وهو إرجاع الأمر لصاحبه..
ألا ترون الملوك والحكام قد يعطلون بعض القوانين في فترة من الفترات، ويسمون ذلك
قانون الطوارئ؟ .. فهل ترون من حق الحكام المستبدين أن يعطلوا القوانين، وليس من
حق الله أن يعطل قوانينه
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 204