نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 91
بؤسهم، ويحول
حياتهم إلى الجنة التي يحلمون بها.
قال: لا تتعب
نفسك.. فهؤلاء قد يأكلون خبزك، ولكنهم لا يبيعونك دينهم.. ألم يخبرك معلم المدرسة
كيف ينال التلاميذ عنده العلامات الكاملة في الإلحاد، وفي نفس الوقت ينالون
العلامات الكاملة في الإيمان؟
قلت: بلى.. لقد
أخبرني بذلك.
قال: فلذلك لك
أن تصرف عليهم من الأموال ما شئت.. لكن تأكد تماما أنه لا أموالك ولا أموال الدولة
جميعا تستطيع أن تغرز أنيابها في عقائدهم.. لأن لها من الرسوخ ما لا يمكن أن يؤثر
فيه شيء.
لقد عبر
الفيلسوف الفرنسي ديكارت عن حالهم بقوله: (لا يبقى ما يقال بعد ذلك إلا أن هذه
الفكرة ولدت ووجدت معي منذ خلقت، كما ولدت الفكرة التي لدي عن نفسي، والحق أنه لا
ينبغي أن نعجب من أن الله حين خلقني غرس فيّ هذه الفكرة لكي تكون علامة للصانع
مطبوعة على صنعته)
بل عبر عن ذلك
الفيلسوف الاسكتلندي الشكاك [ديفيد هيوم] الذي قال في [حواراته]: (ليس هنالك من هو
أشد مني إحساسًا بالدين المنطبع في نفسي أو أشد تعلقًا بالموجود الإلهي كما ينكشف
للعقل بين ابتداع الطبيعة وصناعتها اللذين من الصعب تفسيرهما).. وقال في موضع آخر
من الكتاب: (لا توجد حقيقة أظهر وأوضح من وجود إله)
***
بعد أن قال لي
هذا تركته، وأنا يا ئس تماما من النجاح في تحقيق المهمة التي وكلت لي.. لكني في
أثناء جمعي لحقائبي للعودة إلى بلادي بخفي حنين.. خطر لي خاطر جعلني أعدل عن ذلك..
لقد قلت لنفسي: إلى أي بلد سأعود.. وهل هناك بلد أفضل من هذا البلد..
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 91