نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 90
غير علوم وفنون
وفلسفات، لكن لم توجد جماعة بغير ديانة.. فالشعور الفطري بوجود خالق مدبر للكون
شعور مشترك بين جميع الناس، مغروس في النفوس، يقوم في نفس الطفل الصغير، والإنسان
البدائي، والإنسان المتحضر، والجاهل والعالم والباحث والفيلسوف، كل هؤلاء يشعرون
بشعور مشترك لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم)
***
بعد انصرافي عن
تلك المدرسة التقيت عالم نفس من بلدتي، وقد رأيت أن أسأله عن سر تجذر الدين في أهل
تلك البلدة، وعدم استطاعة الديالكتيك وغيره من الفلسفات المادية التأثير فيها..
وقد كنت أتصور أنه سيحدثني بما درسه عن فرويد من الأنا الأدنى أو الأنا الأعلى..
أو يحدثني بما ذكره دوركايم أو إنجلز أو غيرهم من فلاسفتنا.. لكنه لم يفعل ذلك،
وإنما قال لي: لقد أجاب عن سؤالك هذا الفيلسوف الانجليزي [توماس كارليل] بقوله: (إنّ
الذين يريدون إثبات وجود الله بالبرهان والدليل ما هم إلاّ كالذي يريد الاستدلال
على وجود الشمس الساطعة الوهّاجة بالفانوس)
قلت: ما يعني
بقوله هذا؟.. وما تعني بنقلك لقوله؟
قال: إن هؤلاء
الذين تراهم يقفون بعقولهم وقلوبهم بكل قوة في وجه الزحف المادي الذي اكتسح
البشرية جميعا يعود إلى ما ذكره ذلك الفيلسوف الإنجليزي.. فهو قد صور حالهم بكل
دقة.. فهم مثل من شاهد الشمس.. وهل يمكن لمن شاهد الشمس أن يقنعه أحد من الناس
بعدم وجودها؟
قلت: نعم ذلك
صعب جدا.
قال: بل
مستحيل.. استحالة مطلقة.
ثم ابتسم، وقال
لي: إن مهمتك ـ يا سيدي ـ مستحيلة.. وأنصحك أن تتخلى عنها.
قلت: ولكني لم
آت بالأفكار فقط.. وإنما أتيت بالأموال أيضا.. وأتيتهم بما يرفع
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 90