responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 88

التفت المعلم إلي، وقال: كيف يمكنك أن تقنع أمثال هؤلاء؟

قلت: ألم تلقن في معاهد تكويننا كيفية الإجابة عن مثل هذه الأطروحات؟

قال: أجل.. وطرحتها عليهم جميعا، لكنهم كانوا يقابلونها بأصوات فطرتهم الهادئة.

قلت: أخاف أن تكون قد تأثرت بهم.

قال: إن شئت الصدق.. فقد حصل لي ذلك.. فهم وذووهم من أطيب الناس.. ويأسرونك بأخلاقهم وكرمهم.. وأحسب أنه لولا تلك العقائد التي يعتقدونها ما كان سلوكهم ليرقى لهذه المقامات العالية.

قلت: فهل أسرك سلوكهم.. أم أسرتك عقائدهم أيضا؟

قال: إن شئت الصدق.. فقد أسرني كلاهما.. فكلاهما يرتبط بعضه ببعض.. فهم على الفطرة الإنسانية النقية بعقائدهم أو بسلوكهم.. أما نحن.. فقد حاولنا أن نتملص من إنسانيتنا، والنتيجة ما تراه في واقعنا من كل ألوان الانحلال والعقد والأمراض والصراع.

قلت: ولكن ألا يمكن أن يحيا الإنسان من دون الله؟

قال: كما لا يمكن أن يحيا الإنسان من دون طعام.. فكذلك لا يمكن أن يحيا من دون الله.. ألا ترى من العجب كيف أنه لا توجد حضارة من الحضارات.. ولا قبيلة من القبائل إلا وهي تعتقد في وجود قوة غيبية تتحكم في الكون؟

قلت: ولكنها جميعا مملوء بالخرافات.

قال: أحيانا كثيرة تكون الحقيقة مختلطة بالخرافة.. وليس علينا أن نلغي الحقيقة لأجل خرافة ارتبطت بها.. كما أننا لا يمكن أن نستغني عن الطعام بسبب أن بعض الناس وضع السم في طعام من الأطعمة، وفي يوم من الأيام.

***

لم أدر ما أقول له.. فقد كان ما قاله حقيقة شهد بها كل المؤرخين، وعلماء الاجتماع

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست