نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 87
قلت: كيف؟
قال: بالبحث والعلم.. والتدقيق
والتحري.. فلا يصح أن نخلص طعامنا من السموم، ولا نخلص ديننا من السموم.. وبالدين
تقوم حياة أرواحنا، كما بالطعام تقوم حياة أجسادنا.
لم أجده ما أقول له.. فقد كان يجيبني عن
كل شبهة أطرحها عليه بدقة عالية..
***
تركته، بعد أن امتلأت نفسي له احتراما، وذهبت
إلى أستاذ الفصل المخصص لتدريس الإلحاد، وسألته عن مواقف الطلبة من دروسه، فابتسم،
وقال: هم يحفظونها بدقة.. ويكتبون في ورقة الامتحان كل ما أمليه عليهم.. وهم
ينالون لذلك علامات جيدة.
قلت: لم أسألك عن هذا.. سألتك عن
قناعتهم بما تقول.
ابتسم، وقال: وهل يمكن للجدار أن يقتنع
بما تمليه عليه.. إنهم كالجدر التي لا تخترق، والحصون التي لا تهدم.
قلت: فهل استعملت معهم كل وسائل
الإقناع؟
قال: استعملت معهم ما خطر ببالك، وما لم
يخطر.. حتى أني رضيت منهم أن يعتقدوا بأي اعتقاد مادي شيوعيا كان أو غير شيوعي..
فلم يقبلوا إلا بما ورثوه، والذي يذكرون لي أنه فطرتهم، وقناعتهم التي لا يمكن
زحزحتها.
قلت: فهلا ضربت لي مثالا على موقف من
مواقفهم.
قال: أذكر مرة
أني أردت إقناعهم بعدم وجود الله بالدليل الحسي، فقلت لهم: أترونني؟.. فقالوا: نعم..
قلت: فإذن أنا موجود.. ثم قلت لهم: أترون اللوح؟ قالوا: نعم.. قلت: فاللوح إذن
موجود.. ثم قلت لهم: أترون الله؟ قالوا: لا.. قلت: فالله إذن غير موجود! فوقف أحد
التلاميذ، وقال: أترون عقل الأستاذ؟.. قالوا جميعا: لا.. قال: فعقل الأستاذ إذن
غير موجود.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 87