نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 48
بتخصصه.. وسأتحدث أنا بما له علاقة
بتخصصي.. فأنا مختص في [الديناميكا الحرارية].. طبعا لن أصدع رؤوسكم بالتفاصيل
العلمية المرتبطة بذلك[1].. ولكني سأقتصر على ما له علاقة بحدوث العالم.. وسأقتصر بالتحديد على ما
يطلق عليه [تبرد الكون]، أو [قانون الديناميكا الحرارية الثاني]، وهو القانون الذي
ينص على أن الكون يستمر باستنفاد طاقته حتى يصل إلى حالة التوازن.. أي الحالة التي
تستوي فيها درجات حرارة جميع أجزاء الكون.. حتى يصل في نهاية المطاف إلى ما يسمى
عندنا ـ معشر الفيزيائيين ـ بالموت الحراري.. هل تدركون ما علاقة هذا بحدوث الكون؟
قال رجل من الحاضرين: إن كان الأمر كما
تقول، فإن هذا يعني بالضرورة وجود بداية للكون.. وإلا لوصل الكون إلى حالته
الأخيرة من التوازن قبل زمن طويل لا حدود له.
قال العالم المؤمن: صدقت.. فقوانين
الديناميكا الحرارية تثبت بكل وضوح أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزليا، فهناك
انتقال حراري مستمر من الأجسام الحارة إلى الأجسام الباردة، ولا يمكن أن يحدث
العكس بقوة ذاتية.. ومعنى ذلك أن الكون يتجه إلى درجة تتساوى فيها حرارة جميع
الأجسام، وينضب منها معين الطاقة.. ويومئذ لن تكون هناك عمليات كيماوية أو طبيعية..
ولن يكون هنالك أثر للحياة نفسها في هذا الكون.. لذلك فإن النتيجة الطبيعية لهذا
هي أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزلياً، وإلا لاستهلكت طاقته منذ زمن بعيد، وتوقف
كل نشاط في الوجود.
وهكذا توصل العلم إلى أن لهذا الكون
بداية.. وهو بذلك يدل دلالة قطعية على وجود الله.. ذلك أن ما كان له بداية لا يمكن
أن يكون قد بدأ بنفسه، ولا بد له من مبديء، أو من محرك أول، أو من خالق.
[1] سنعرض لها بتفصيل في الجزء الخاص بـ
[الإلحاد .. والكون]
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 48