نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 47
الأشياء؟
قالوا: لم نفهم..
قال: تصوروا معي.. لو أن مجموعة رجال
يبتعد بعضهم عن بعضهم كل يوم مسافة متر واحد فقط.. فهل يمكن أن يرى بعضهم بعضا بعد
مليون سنة؟
قالوا: ذلك مستحيل.. لأن المسافة بينهم
حينها ستكون مليون متر.. أي ألف كيلومتر..
قال: فلو فرضنا أن المسافة بينهما كانت
أكثر من ذلك..
قالوا: ذلك أدعى بأن تكون مستحيلة
استحالة مطلقة.
قال: فهكذا لو جمعنا بين هذه الحقيقة
العلمية التي دلت عليها كل الأدلة، والقول بتلك النظرية الفلسفية القديمة القائلة
بقدم العالم.. فلو فرضنا أن العالم يتباعد منذ ما لا نهاية فإن هذا يجعلنا لا نرى
شيئا من العالم.. ورؤيتنا له دليل على حدوثه.
قالوا: ذلك صحيح، ومنطقي.
قال: ولهذا، فإن علم الفلك الحديث يبذل
كل الجهود ليحدد عمر الكون[1] بناء على ما لديه من معطيات علمية.. ونحن وإن كنا لا نثق ثقة مطلقة في كل
النتائج التي قد يصل إليها، لأنها قد تتغير مع الزمن، لكن الذي يعنينا هو وجود
بداية للكون.. ووجود بداية للكون يستدعي بالضرورة العقلية وجود إله صاحب علم
وإرادة وقدرة مطلقة قام بإخراجه من العدم إلى الوجود.
قام آخر، وقال: لقد أدلى زميلي الفلكي
مشكورا بما لديه من معلومات لها علاقة
[1]
من الأمثلة على ذلك إعلان وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية ناسا أن عمر الكون 13،7
مليار سنة ضوئية، وذلك من خلال استعمال مجسات فضائية متطورة جداً ومناظير
إلكترونية محمولة على أقمار صناعية، وهذا الاكتشاف إقرار من الوكالة بأن لهذا
الكون بداية.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 47