نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34
صاحبي ديفيد
هيوم يحاول أن يتدارك الموقف بكل ما أوتي من صنوف الحيلة، فقال[1]: إن ما ذكرته أيها الفيلسوف المراوغ من
مغالطات لا يساوي عندي شيئا.. فوجود الله ـ بالنسبة لي ـ مجرد فرضية كفرضية وجود
الوحش الاسباجيتي الطائر..
ثم التفت
للحضور، وراح يؤدي دور المهرج، ويقول: هل تستطيعون ـ معشر الحضور ـ إثبات أن وحش
المكرونة.. أو السباغيتي.. كما شئتم.. الطائر الذي يأكل البسكويت غير موجود؟.. أليس
السؤال المنطقي هنا هو كوني أملك دليلًا على وجوده أم لا؟.. هل عدم قدرتكم على
إثبات أنه غير موجود يعني أنه موجود؟
بنفس الطريقة، الله
غير موجود؛ لأنكم لا تستطيعون إثبات وجوده، والبرهان لا يقع على عاتقنا للإثبات
بأن الله غير موجود، بل يقع على عاتق المؤمن أن يثبت أن الله موجود بالدليل، بنفس
الطريقة التي يقع على عاتقي إثبات أن وحش السباغيتي الطائر موجود إذا ادعيت ذلك،
وما قلته أنا هو قاعدة علمية؛ فعبء الإثبات يقع على عاتق المدَّعِي، وليس عبء
الإنكار يقع على عاتق المستمع.
قال الفيلسوف:
كلامك صحيح.. وأنا في حواري معكم لم أذكر سوى برهان واحد من البراهين الدالة على
وجود الله، وهو برهان ممتلئ بالعقلانية.. فكل حياتنا ممتلئة بإرجاع الأحداث لأسبابها..
وما دمنا قد رأينا الكون بهذه الصفة، فلابد أن يكون هناك من خلقه، ودبر أموره
بالشكل الذي نراه.
غضب صاحبي
ديفيد، وقال: وجود علة أولى لا يعني وجود إلهك الديني.. فخلق الكون ليس مسجلًا
كبراءة اختراع للإله الذي تعتقد به، ولا أي إله آخر.. لماذا يفترض أن الفرضية
المقبولة هي فكرة أحد آلهة الأديان، وليس مثلًا وحش السباغيتي الطائر، أو إذا
أردنا
[1] اقتبسنا هذه المقولات الإلحادية الساخرة من
مقال بعنوان [فساد أكذوبة الملاحدة أن وجود الله مجرد فرضية كفرضية وجود الوحش
الاسباجيتي]
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34