responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 33

مسبق مِن الفاعل، وليس أن الفعلَ ليس له فاعلٌ.

التفت للرجل، وقال: على التسليم الجدلي بما ذكرت.. أليس مِن الممكن أن توجَد صدفةٌ أخرى تُلْغي هذه القوانينَ وتقضي عليها؟

سكت الرجل، فقال الفيلسوف: إن العلامة المميزة للصدفة: هي عدمُ الثبات، وعدم الاطِّراد، بينما قوانينُ الكون ثابتةٌ مطَّردة.. والصُّدفة لا تنتج قوانينَ مطردة ثابتة.. ولو سلَّمنا جدلًا وتنزُّلًا أنها أنتجت قوانينَ مطردة، فسَرْعان ما تزول هذه القوانينُ.

التفت للحضور، وقال: أجيبوني ـ معشر الحضور الكرام ـ إذا كانت قوانينُ الكون وُجدت صدفةً، فكيف تبقى وتستمرُّ دون وجود قوة خارجية تحافظُ على بقائِها واستمرارِها؟!

لم يجبه أحد، فقال: ما دامت كل الاحتمالات التي ذكرتموها مفندة بدليل الحس والواقع والمشاهدة، فلم يبق إلا احتمال واحد، وهو أن الذي سنَّ قوانينَ الكون شيءٌ خارجٌ عن الكون.. هذا هو الصحيحُ الموافقُ للعقل.. وهذا هو ما نعبر عنه بأنه [الخالقُ الذي خلَق الكونَ، وخلَق القوانين التي يَسِير بها الكون]

سكت قليلا، ثم قال: سأبسط المسألة أكثر.. لو سُئل أي شخص منكم يعمل في هذا المصنع: مَن يُدير هذا المصنع؟.. فأجاب: إن هناك قوانين تَسِيره تطبَّق على الجميع.. هل ترون إجابته صحيحة عند العقلاء؟!

سكتوا، فقال: إن وجود قوانينَ تحكُمُ الكون ويَسِير بها لا يمنَع ولا يستلزم عدمَ وجود خالقٍ للكون، بل وجودُ قوانينَ تحكُمُ الكونَ ويَسِير بها يدلُّ - بوضوح - على وجودِ مُقنِّن لهذه القوانين، يحفَظها ويرعاها، ويجعلها مستمرةً ثابتةً مطردة.

بعد أن قال هذا، وبعد أن شعرت كما شعر الجميع بقوة الحجج التي أدلى بها، قام

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست