نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 295
من أولئك الذين
رميتهم بهذا عالم من علماء الفيزيولوجيا تركني أتحدث وقتا طويلا إلى أن تصورت أني
أقنعته إقناعا تاما، لكني بعد أن أنهيت حديثي قال لي[1]: يكفيك لحظة تأمل في خلية واحدة من خلايا الإنسان
لتكف عن كل هذه الدعاوى التي تطلقها.. خلية فقط.. لا أطالب بأكثر من ذلك.. مع
العلم أن عدد الخلايا في الجسم البشري يزيد على مئة ألف ألف مليون، أي مئة ألف
بليون، أو مئة ترليون خلية.
تظاهرت بالسكون
والهدوء، وقلت: هيا هات ما عندك.. لكن إياك أن تسرب خرافات المتدينين.. فالعلم لا
يقبل الخرافة.
قال: أنا عالم
مختص في هذا المجال، وقد كنت أقول بقولك.. لكني عندما رحت أتأمل الخلية الإنسانية
وجدت شيئا عجيبا جعلني أرمي كل تلك التصورات التي كنت أتصورها بالخرافة والدجل..
لقد رأيت أن كل خلية في الإنسان تشبه المصنع، وبما أن كل مصنع به مدير، ومشرف،
وأرضية، وقسم للتسوق والاستقبال، وعمال لهم دور في تصنيع منتجات المصنع، وقسم
لتعبئة المنتجات وتهيئتها، وحراس أمن، ومولد للطاقة.. فقد رأيت أن الخلية
الإنسانية تتوفر فيها كل هذه المقومات.
ففيها النواة،
وهي كالمدير للخلية، تتحكم في جميع أنشطة الخلية، وصفات البروتين الذي سوف يصنع..
وفي الخلية السيتوبلازم، وهو كالأرضية للخلية، تسبح فيه عضيات الخلية.. وفي الخلية
غشاء خلوي، وهو يشبه قسم التسوق والاستقبال؛ حيث إن أي جسم يحاول دخول الخلية عليه
أن يبرز هويته، وينظم مرور المواد عبر الخلية، وما الذي يدخل، وما الذي يخرج.. وفي
الخلية الريبوسومات، وهي تشبه العمال، حيث لها الدور في تصنيع البروتينات.. وفي
الخلية الشبكة الإندوبلازمية، وهي مكان عمل الريبوسومات.. وفي